المسلة

المسلة الحدث كما حدث

ختام المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية المنعقد في بغداد: كبح جماح كل فكر متطرف

ختام المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية المنعقد في بغداد: كبح جماح كل فكر متطرف

15 مارس، 2023

بغداد/المسلة:

متابعة / نبيل محمد سمارة

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

تحت شعار (المسلم أخو المسلم.. منطلقنا لبناء الإنسان والوطن، وبرعاية كريمة من قبل ديوان الوقف السني، وانطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف وسيرة نبينا الأكرم ، في التأكيد على الأخوة والوحدة ورص الصفوف، ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، شهر الطاعات والرحمات والمغفرة، بادرت عدة مؤسسات دينية لعقد المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية، تأكيداً لما أمر به الله تعالى وحث عليه نبينا الكريم.

لذا قد بادر أخوتكم في مؤسسة جماعة علماء العراق، ومجلس علماء الرباط المحمدي ومؤسسة العراق للتقريب والحوار، ودار الإفتاء العراقية، ومدرسة الإمام الخالصي، بالعمل على جمع الكلمة من خلال هذا المؤتمر، وتحقيق التعايش السلمي بين أبناء الدين الواحد.

لقد تمت إقامة هذا المؤتمر في ظروف يحتاج فيها العالم عموما والعالم الإسلامي خاصة إلى خطاب يوكد على قيم العدالة والسلام والأخوة أكثر من أي وقت مضى، فكان لا بد لعقلاء الأمة من وقفة جادة يصححون فيها المسار، ويعيدون الأمة إلى ما أراده الله تعالى وإلى ما عمل عليه نبينا الكريم ، لتكون أمة مرحومة تستحق كل ما في الرحمة من معاني.

إنّ الهدف المرجو من إقامة المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية هو إيجاد أرضية الاتحاد والتضامن للعالم الإسلامي، وتبادل الافكار بين العلماء و الباحثين من أجل التقارب العلمي والثقافي بينهم ، بغية الوصول إلى الوحدة الاسلامية وحل وإذابة الخلافات بين المسلمين ليكون مفهوم الاخوة هو السائد في الأمة.

ومع اشتراك عشرات العلماء والمفكرين والدعاة من داخل و خارج العراق في هذا المؤتمر المبارك ، ومع مجموعة كبيرة من البحوث العلمية التي ناقشت محاور المؤتمر التي ركزت على قضايا الأمة الجوهرية وحذرت من الفتن التي تتربص بها فان المؤتمرين قد خلصوا لجملة من التوصيات والمقررات التي تُسهم بتحقيق التعايش والتآلف والتآخي بين أبناء الأمة الإسلامية، وهي:

١. الدعوة والتأكيد على القيم الأولية للإسلام التي ترتكز على مبادئ العدل والاخوة والمساواة التي أكدها القرآن الكريم ووثقها النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في وثيقة المدينة المنورة وفي خطبته في حجة الوداع.

٢.إن ما تمر به الدول الإسلامية اليوم من فتن وخلافات يحتم على علمائها وعقلائها وأهل الحل والعقد فيها أن يتحركوا لكبح جماح كل فكر متطرف يدعو للقتل والتكفير والإقصاء، وهذا ما يتطلب تضافرا في الجهود وعملا مشتركا لتجفيف منابع التطرف والإرهاب.

٣. العمل الجدي والحثيث من قبل الدعاة وأئمة المساجد والخطباء على ترويج مفهوم الأخوة الإسلامية بين المسلمين، فضلا عن التأكيد على تأكيد المشتركات وإبراز دورها في الخطاب الدعوي.

٤. العمل على مواصلة الحوار العلمي بين العلماء والناشطين الدينيين والثقافيين في العالم الإسلامي، وتسليط الضوء على كل ما يتربص بالأمة من فتن ومكر بغية ضمان سلام وأمان حقيقي تنعم به الأمة في كنف تعاليم دينا دين الرحمة والعدالة والتعايش.

ه بهدف تعزيز مفهوم الوحدة والأخوة يحث المؤتمرون الحكومات الإسلامية على تجريم مثيري الفتن والخطاب الطائفي بين المذاهب قانونياً، وسنّ بعض التشريعات والقوانين التي تمنع الشقاق الطائفي بالأقوال و الأعمال أو إهانة المقدسات الواضحة لاي فريق.

٦- يدعو المؤتمرون الحكومات الغربية والإسلامية إلى تعزيز المناهج الدراسية بمقررات و مفردات تؤكد على مفاهيم السلم و التعايش و المحبة والسماحة و الاخوة وبما يسهم بتحويل تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية فاعلة .

٧- العمل الجدي على إجراء دراسات للتاريخ الإسلامي والثقافة والحضارة والأدب من أجل غرس فكرة الأمة الواحدة والاعتزاز بالهوية الحضارية للأمة، ووضع مشروع عام يقوم على أسس فكرية وعلميّة توجّه الأفكار والمشاعر والطاقات نحو استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية، فضلا عن العمل على نبذ وتفنيد كل ما تحمله الموروثات من روايات هدامة تفرق الأمة وتشتت جمعها.

٨- الدعوة الى قيام زيارات علمية متبادلة بين الحوزات والمعاهد الاسلامية، والعمل على تقديم ابحاث مشتركة ودراسات علمية فقهية وأصولية وعقدية مقارنة.

٩- العمل على تطوير رؤية علمية تقوم بعملية نقد ومراجعة للموروثات الخاطئة من روايات باطلة أو احكام منحرفة تفرق الأمة وتشتت جمعها.

١٠- يؤكد المؤتمرون على جوهرية ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للإسلام والعالم، إذ أن إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يكون ممكناً إلا من خلال إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية؛ وتثبيت حق العودة للشعب الفلسطيني كحق ثابت لا يمكن المساومة عليه او التنازل عنه.

١١. يؤكد المؤتمرون إن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل خيانة كبرى للشعب الفلسطيني وللأمة عموما، وأن جنوح بعض الدول الإسلامية لركوب قطار التطبيع مع الصهاينة سيشجع هذا الكيان الغاصب على مزيد من الوقاحة والظلم والعدوان بحق الابرياء، لذا يدعو المؤتمرون تلك الدول لاعادة النظر في مواقفها نصرة لدينهم ولامتهم.

١٢- دعما لمفهوم التعايش والمحبة والسلم المجتمعي، يدعو المؤتمرون الحكومة العراقية خصوصا والحكومات الإسلامية عموما لمعالجة ملف النازحين والمهجرين واللاجئين، وحسم ملفات المعتقلين والمغيبين قسرا ، ومنحهم حق التقاضي العادل منعا للغبن والإجحاف.

۱۳- رفض استعمال أسلوب الحصار الاقتصادي على الدول لكونه يتعارض مع حقوق الانسان فضلاً عن واجبات الاخوة الإسلامية التي تقضي بالتأزر فيما بين المسلمين ودعوة الدول الإسلامية الى الوقوف الى جانب أي دولة عربية او إسلامية تتعرض لهذا النوع من العقوبات التي لن يتحملها في النهاية الا الشعب وخصوصاً الطبقات الفقيرة والضعيفة.

١٤- التأكيد على دعم حق المقاومة لكل الشعوب التي تتعرض للعدوان والاحتلال باعتباره حقاً ثابتاً دينياً وانسانياً واخلاقياً.

١٥- التأكيد على وجوب المحافظة على الاوقاف الإسلامية بحسب ما تنظمه الأحكام الشرعية وكما اوقفها أهلها ورفض أي تلاعب او تصرف فيها بغير وجه حق ومعالجة الاختلافات حولها من خلال المرجعيات القانونية والشرعية ومحاسبة أي طرف يقدم على عمل خارج السياقات القانونية حفاظاً على الوحدة والسلم المجتمعي.

١٦- يؤكد المؤتمرون على جوهرية ومركزية دور المرأة في المجتمع وأهمية دعم الشريحة المهمة لبناء الأسرة التي تُعد اللبنة الأساس في بناء المجتمعات.

١٧- دعوة القنوات الفضائية العربية والإسلامية إلى الامتناع عن التهييج الطائفي والأخبار والبرامج الحواريّة والاتصالات الهاتفية التي تعزز من الخلافات والتناحرات بين أبناء الأمة، كما ندعو السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية الى اتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق الفضائيات التي لا تلتزم بذلك فضلا عن العمل على تأسيس فضائيات و مواقع جديدة تهتم بوحدة الأمة.

١٨- التأكيد على وجوب التواصل ، والتكافل الاجتماعي بين أبناء الأمة والعمل على توحيد مواقيت المناسبات الاسلامية ، وتحبيب إقامة الشعائر الجامعة لبث روح الالفة و التسامح بين المسلمين.

١٩- يرحب المؤتمرون بخطوات التقارب بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية، ويشكرون الحكومة العراقية وكل الدول التي ساهمت بذلك. كما يؤكدون على ضرورة العمل على صدع الرأب بين الدول العربية والإسلامية وبما يساهم في تحقيق علاقات
أفضل.

۲۰ – تأسيس موقع الكتروني تحت عنوان “المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية” بهدف تحقيق هذه التوصيات، وتشكيل لجنة متابعة دائمة لتفعيل توصيات المؤتمر مع الجهات المعنية، وإدارة كافة المشاريع المنبثقة عنها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

حرر في بغداد يوم السبت التاسع عشر من شهر شعبان المعظم ألف وأربعمائة وأربعة

واربعين هجرية

الموافق ٢٠٢٣/٣/١١.ختامي للمؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية المنعقد في بغداد

بتاريخ ۱۹ شعبان ١٤٤٤هـ الموافق ۱۱ آذار ۲۰۲۳م

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.