المسلة

المسلة الحدث كما حدث

لماذا فشلت امريكا في التأسيس لنظام ديمقراطي رصين بالعراق؟

لماذا فشلت امريكا في التأسيس لنظام ديمقراطي رصين بالعراق؟

18 مارس، 2023

بغداد/المسلة: يرى مسؤولون حاليون وسابقون أن الولايات المتحدة ما زالت تعاني من عواقب غزو العراق قبل 20 عاما والذي أدى الى تضائل نفوذها  وكلفتها أثمان بقاء القوات الأمريكية في العراق وسوريا لمواجهة تنظيم داعش الى الان.

ويقولون إن قرار الرئيس السابق جورج دبليو بوش في 2003 بالإطاحة بصدام حسين بالقوة، وتقليص أعداد القوات الأمريكية الذي أدى إلى اندلاع الصراع الطائفي، ثم الانسحاب الأمريكي في نهاية المطاف عام 2011، عوامل أدت إلى الوضع المعقد للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأطلقت نهاية حكم الأقلية السنية بزعامة صدام واستبداله بحكومة أغلبية شيعية في العراق العنان لإيران لتعميق نفوذها عبر بلاد الشام وخاصة سوريا.

وقال النائب السابق لوزير الخارجية الأمريكي ريتشارد أرميتاج ملقيا اللوم على فشل واشنطن في تأمين العراق عدم قدرتنا وغياب رغبتنا في إحكام سيطرتنا الأمنية سمح بحدوث فوضى أدت إلى ظهور داعش.

وأضاف أرميتاج، الذي عمل في عهد بوش المنتمي للحزب الجمهوري عندما غزت الولايات المتحدة العراق، أن الغزو الأمريكي ربما كان خطأ استراتيجيا كبيرا مثل غزو هتلر للاتحاد السوفيتي في 1941 وهو ما انتهى بهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.

– تكاليف باهظة

كانت تكلفة التدخل الأمريكي في العراق وسوريا باهظة.

ووفقا لتقديرات دراسة تكاليف الحرب التي نشرتها جامعة براون هذا الأسبوع، فتكلفة الحربين في العراق وسوريا حتى الآن وصلت إلى 1.79 تريليون دولار أمريكي، بما في ذلك إنفاق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووزارة الخارجية ورعاية المحاربين القدامى والفائدة على ديون تمويل الصراعات. وسترتفع هذه التكلفة إلى 2.89 تريليون دولار عند الأخذ في الاعتبار تكلفة رعاية المحاربين القدامى المتوقعة حتى 2050.

وتقدر الدراسة عدد القتلى من الجيش الأمريكي في العراق وسوريا على مدار أكثر من 20 عاما عند 4599 قتيلا، وعند احتساب المدنيين في كلا البلدين والجيش والشرطة ومقاتلي المعارضة والإعلاميين وغيرهم يصل العدد إلى ما بين 550 و584 ألفا، ويشمل هذا العدد القتلى الذين سقطوا في الحرب لكنه لا يشمل الوفيات غير المباشرة الناتجة عن المرض أو النزوح أو المجاعات.

ولا يؤمن الكثير من المسؤولين الحاليين والسابقين بما يعتقده بولتون بأن الإطاحة بصدام كانت تستحق هذه التكلفة.

وعند سؤاله عما يتبادر إلى ذهنه عند الغزو وما تلاه، أجاب أرميتاج بكلمة فوبار وهو اختصار عسكري يرمز إلى فوضى تفوق كل الحدود.

بينما كانت إجابة لاري ويلكرسون كبير موظفي وزير الخارجية السابق كولن باول كارثة.

وكانت هناك آراء متضاربة بشأن جدوى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث اعتبر البعض أن الغزو كان ضرورياً لإزالة نظام صدام حسين وتطهير العراق من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية المزعومة التي كان يتحدث عنها الحكام الأمريكيون وحلفاؤهم. ومن جانب آخر، اعتبر آخرون أن الغزو كان خاطئاً وغير مبرر، وأنه أدى إلى فوضى واضطراب في العراق، ولم يحقق أيًا من الأهداف التي تم تحديدها عند بدء الحملة العسكرية.

ومن أهم الأدلة التي استخدمها المعارضون للغزو لدحض جدواه، هي عدم وجود أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية في العراق، وهذا ما تبين لاحقاً بعد اجتياح البلاد، وكانت هناك اتهامات للحكومة الأمريكية بتضليل الرأي العام وتزوير المعلومات لتبرير الحرب. كما أن الغزو أدى إلى تفاقم الصراعات الدينية والعرقية وتحول العراق إلى ملعب حرب بين الفصائل المسلحة وزعزع الاستقرار في المنطقة بأسرها.

ويرى الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان أبوزيد، ان فرصة العراقيين في الحصول على الديمقراطية والحرية، سببها قوى اقليمية تآمرت على تفريغ التجربة الديمقراطية من محتواها، ومع مرور الوقت، باتت التجربة فاشلة وعنوانا للفشل وهو ما أسعد تلك الدول وجعلها لاتخشى على نفسها من التجربة العراقية.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.