المسلة

المسلة الحدث كما حدث

احتلال امريكا للعراق: الجرائم لا تسقط بالتقادم.. والتعويضات يوجبها القانون الدولي..

احتلال امريكا للعراق: الجرائم لا تسقط بالتقادم.. والتعويضات يوجبها القانون الدولي..

19 مارس، 2023

بغداد/المسلة: كتب الباحث القانوني علي التميمي لـ المسلة:

نتيجة الحروب التي شهدها العراق فقد ادت الى وفاة الالاف بالاضافة الى اصابة مثلهم بالامراض نتيجة استخدام الاسلحة والقنابل ذات الاشعاعات حيث ادت هذه الاسلحة الى تسرب المواد الملوثة من المنشاة النفطية والكبريت ولم يقتصر الضرر على الانسان ووجود الولادات المشوهة بل امتدت ذلك الى النبات والحيوان وموت الكثير الكثير من الحيوانات والمساحات الشاسعة من المزارع التي كانت تضع العراق في المرتبة الاولى بين الدول من حيث الانتاج والتصدير ، فتحول الى بلد مستهلك ومستورد ويعتمد على الاخرين بالاضافة الى تلوث المياه وتهديم البنى التحتية.

ومعروف ان الذي يؤدي الى تراجع الدول الى الخلف هي الحروب، التي لا تبقي ولا تذر وقد استخدمت امريكا عند احتلال العراق اسلحة مليئة بالاشعاعات التي تؤثر سلبا على كل شيء ما ادى الى وجود ولادات بتشويهات خلقية والامراض السرطانية الكبيرة وسوء التغذية وهذا كله يخالف اتفاقيات جنيف الاربعة ويخالف ميثاق الامم المتحدة التي توجب على الدول المحتلة ان تراعي الظروف الصحية والمعاشية للدول التي تحتلها وهذا الامر لا ينطبق على العراق بل حتى على سوريا من حيث الاثار السلبية للاحتلال فان الولايات المتحدة ودول اخرى هي التي قامت بارسال وامداد وتمويل وحتى تسليح الارهابيين في سوريا وهذا يعتبر شرعنه للارهاب.

وفي العراق كانت الولايات المتحدة تريد نقل ساحة الحرب مع الارهاب مثلما كانت تقول الى بلد اخر فنقلته الى العراق بحجج وذرائع واهية ولا تستند على مبررات او قرارات دولية فهي لم تحصل على قرار دولي يخولها بالاحتلال بل كان القرار فردي على اساس ان العراق (يهدد الامن القومي الامريكي) وهذا الشي الغريب فكيف يهدد العراق الامن القومي الامريكي مع وجود هذه البحار والمساحات والمسافات الشاسعة بين الاثنين فكان هذا الاحتلال الذي اتضح فيما بعد انه غير قانوني وليس فيه ادلة اي غطاء او قرار دولي من مجلس الامن واتضح ايضا عدم وجود اي اسلحة كيميائية تهدد العالم في العراق ويبدوا ان امريكا ارادت ان تدشن ترسانة الاسلحة المتطورة على العراق من خلال هذه الحرب غير المبررة والتي ادت الى وفاة وتهجير واعاقة الملايين.

وحتى في سوريا نلاحظ نفس السيناريو يعاد وبدأوا اي امريكا وحلفائها من الغرب بامداد هذه المجاميع الارهابية اكثر من 200 الف ارهابي مسلح في سوريا مدربين هم من جبهة النصرة، والقاعدة يبالرغم من ان جبهة النصرة مصنفة ضمن (القائمة السوداء) ضمن المنظمات الارهابية لكن نلاحظ ان امريكا ومن معها تقوم بتزويدهم بالسلاح وهذا هو شرعنة للارهاب ومخالف للقانون الدولي ومخالف للمادة الاولى من ميثاق الامم المتحدة التي توجب على الدول الاعضاء ان لا يضر بعضها بالبعض الاخر اقتصاديا ومع ذلك يقف المجتمع الدولي عاجز عن ادانة امريكا ولا حتى من خلال قرار شكلي لا بل ان ربيبة امريكا اسرائيل قامت بضرب العديد من الدول العربية، بالطيران (العراق ـ سوريا ـ لبنان ـ السودان) ومع ذلك لم تدان ولم يحرك اي عضو في الامم المتحدة عقيرته تجاه اسرائيل المد لله وهي التي تخترق القانون الدولي لابل هي تستخدم دول كفاعلين معنويين في القانون الدولي في مد الارهاب سواء في سوريا او في العراق والهدف هو تمزيق هذه الدول الى دويلات حتى تكون على شكل دول صغيرة مشتته يمكن ان تتناحر فيما بينها وتبقى اسرائيل واضعة قدم على قدم وهي تنظر الى ذلك وهي اي اسرائيل تمد هؤلاء المرتزقة الارهابيين بالمال والسلاح وهم الذين يسمون (ضباع الحروب) وتدمير الدول وتهجير ابنائها؟

نلاحظ ان ما يجري في سوريا والعراق ومصر وتونس وليبيا كلها مرسومة يراد منها تشويه صورة الاسلام الحقيقية من خلال الاتيان بقيادات غير اسلامية ثم تضغط عليها لتفشل ثم تحدث الفوضى كما حصل في مصر وتونس ـ ولكن نلاحظ ان امريكا ومن معها وان كانت قد نجحت في تدمير البلدان وقتل الملايين فانها فشلت اخيرا في سوريا من خلال التصدي للارهاب من الشعب والجيش السوري اولا وايضا من خلال ظهور القوى الجديدة في العالم سواء روسيا والصين او وجود المجموعات الاقتصادية المهمة وهي “بريكس ومجموعة العشرين” .

الحرب اليوم هي حرب اقتصادية او كما تسمى (الحرب الناعمة) ويجوز في نهاية المطاف للعراق وسوريا على حد سواء المطالبة بالتعويضات من امريكا ومخالف لفها وفق القانون الدولي واملحاكم الدولية لانهم قتلوا الملايين من الشعوب دون وجود المبررات او الاسباب الموجبة وان مثل هذه المطالب لا تزول الا بتقدم الزمان فهي لا تسقط بالتقادم او مرور السنوات وهذه المطالبة قد تصل الى اكثر من 25 ترليون دولار، وليس على امريكا حسب بل يمكن اقامة هذه الدعاوى في المحاكم الدولية على من ساعدها ايضا، وكان كلبا نابحا لها من دول اخرى وفق القاعدة القانونية ما بني على باطل فهو باطل، ولابد من القول في النهاية ان ما حصل في العراق من تمدير وقتل وتهجير سببه امريكا ومن معها من المحتلين الذين ضربوا العراق، بالاف الاطنان من الاسلحة المحرمة وفق القانون الدولي وبالتالي فان المطالبة بالتعويضات المادية او محاكمة القاعدة الامريكان كمجرمي حرب هو امر واجب يقبله القانون الدولي ولا يمكن ان تسقط هذه الحقوق مع تقادم الزمان ..

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.