بغداد/المسلة الحدث: تحول سياسيون ونواب إلى نجوم دراما وكأنهم بديل لبرامج تلفزيونية ومسلسلات تاريخية وسياسية، خلال شهر رمضان الكريم.
ويقول عراقيون ان الحوارات السياسية على الشاشات التلفزيونية العراقية اصبحت مثل اي دراما وما هي الا أدوار تمثيلية تجري باتفاقات على مسارات الحوار ونقاط التصعيد بين الضيف و مقدم البرنامج.
ويرصد بشكل فاضح الظهور المكثف للسياسيين والمسؤولين في وسائل الإعلام .
وفي الكثير من الاحيان، تجري الحوارات بشكل غير شفاف وغير حيادي، ويتحول فيه المسؤول الى نجم دراما مثير للسخرية بامتياز.
بل ان ممثلين وفنانين يشكون من انحسار فرص العمل امامهم، بعدما استحوذ مسؤولون وسياسيون على مساحات الظهور
وقال الباحث العراقي المقيم في لندن، عدنان أبوزيد، ان هناك برامج تستضيف الخصوم الذين يتراشقون التهم والعبارات الفجة، والأفكار المجترة، على انه تفكيك للأحداث، لكن الأمر ليس كذلك، انما هو تجارة إعلامية.
ووصل الامر في بعض المواقف الى الشتم والسب والبصاق والصراخ، فيما يظهر مقدم البرنامج بمظهر الحمل الوديع، الذي يتفاجأ بما حدث، وفي الواقع فانّ كل شيء مرتّب.
واعتبر عدنان ابوزيد انها دراما، مخرج وممثلون (محللون) ومدير انتاج يهمه الدولار، ومهمتهم تزيين القبيح وتقبيح الجميل، وتضخيم الوضيع، وتصغير السامي، بعبارات تملقية مصاغة بمكر لغوي، ونفاق،
ويرى الكاتب مهدي الصافي، من المفترض تعطيل البرامج السياسية في شهر رمضان، اذ يظهر فيها النفاق والانتهازية والكذب وتثير الخلافات والأزمات احيانا.
واعتبر الباحث كرار سامي، انه حتى المسلسلات في الوقت الحاضر اصبحت هدف لغايات سياسية بالمقام الأول تستخدم ضد أطراف وفيها شئ كبير من التفاهة وانعدام الخبرة في السيناريو.
وتسأل الصحفية هايدة العامري، لماذا لا تتوقف القنوات الفضائية العراقية عن عرض برامج الحوار السياسي في رمضان وتعطي العراقيين فرصة للراحة من هذه البرامج التي لا نرى في أغلبها الا اكاذيب وترويج لأحزاب وشخصيات سياسية فاشلة.
وشبه النائب السابق، هوشیار عبدالله، البرامج الحواریة السياسية في رمضان بـ صالة عرض أزیاء، وقال: بدلاً من الحوار نرى تسویقاً فاشلاً لمجموعة من الوجوە المکررة، مضيفا ان بعض الفضائيات باتت جزءً من المشهد السياسي بكل ما فيه من بشاعة.
وعلق المهندس علاء برطلوسي: لم نسمع ان قناة عملت خلال شهر رمضان برنامج لمقابلة دكتور متميز او مهندس متميز او صاحب مهنة، نفس السيناريو كل سنة كاميرا خفية او برامج سياسية هابطة.
واعتبر وزير الموارد المائية العراقي الأسبق حسن الجنابي، ان البرامج الحوارية على الفضائيات العراقية في شهر رمضان نسخ مكررة من السنوات الماضية بنفس الشخوص بل وحتى نفس الرطانة السياسية.
ويتعجب الصحافي حيدر النافعي، من أمر الاعلام العراقي في شهر رمضان حيث يظهر السياسيين على الشاشات أكثر من ظهور نجوم الفن والشعر والرياضة والطبخ.. وكأن شاشة التلفزيون في العراق خصصت لإظهار وتلميع السياسيين.
ولا نتحدث عن الإعلاميات في برامج الحواريات، حيث الاهتمام بالشكل والمفاتن، والإغراء، أكثر بكثير من المحتوى.
اعداد محمد الخفاجي
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
العراق على خط النار بين التوترات الأمريكية الإيرانية
اتفاق بين لبنان وسوريا على وقف إطلاق النار
الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا