المسلة

المسلة الحدث كما حدث

باقة من الارشيف

باقة من الارشيف

1 مايو، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رسل الزيادي

نعم ارغمتني أيامي للحنين الى الماضي حيث كنتُ اعيش في بيت جدي مع عائلتي، حقاً كانت ايام جميلة ملؤها البساطة والطيبة والألفة بين الناس بعيداً عن التكنلوجيا والحداثة والهواتف الذكية التي حطمت تلك الأواصر الأجتماعية وجعلتها شبه معدومة، تمر على ذاكرتي تلك اللحظات من الماضي كأنها نسمت هواء باردة تداعب مخيلتي فينتعش بها قلبي وتطمئن روحي فأتمنى ان تعود بي الأيام وتنساني هناك، أنا اعشق تلك الأيام كان جل اهتمامي ان امتلك احلى الدمى لأكون مميزة بين صديقاتي حيث تُختصر سعادتي في ابسط الأشياء! كنت اذهب برفقة جدي لشراء الحلويات فأشعر حينها بسعادة لا توصف عند أختاري من تلك الحلويات التي لا يزال طعمها في فمي ثم يقوم جدي بشراء تلك الدمية التي كنت مولعة بها فأذهب الى صديقتي للعب حاملة تلك الدمية كأني احمل كنزاً فأغتر بنفسي كثيراً عندما تطلب صديقتي ان تستعيرها مني بعض الوقت و كنت ارفض و بشدة فتشتعل تلك الصراعات بيننا وكانت تلك اقصى المشاكل التي تثير غضبي!!!، كم اشتاق لتلك اللحظات في ليالي الصيف الحارة و عائلتي تجتمع فوق سطح المنزل هرباً من انقطاع التيار الكهربائي فأستلقي على فراشي الذي حملته معي من غرفتي وابداء بتأمل السماء فأقوم بعد النجوم الى ان يغلبني النعاس واستسلم لنوم، يا لها من ايام جميلة، ليت الزمن توقف بي هناك، حيث جدتي وحكاياتها التي تأخذني الى عالم اخر فتكسر حواجز الملل وتجعلني اتشوق لنهاية لكنها ترفض التكملة لأنتظر اليوم التالي فأنتظر على احر من الجمر!كانت ايام العيد سعادة كبرى كنت اشعر في اول ايامه كأني في جنة الأحلام و لا اريد ان يمضي اليوم بسرعة! كنت أجمع النقود من جميع افراد عائلتي فتغمرهم السعادة و اذهب الى مدن الألعاب فأقفز و اصرخ بأعلى صوتي بنشاط وحيوية و وجه ضاحك لا يبالي بمن حوله، اعود الى المنزل فأجد الضيوف فنقيم تلك الوليمة اللذيذة فأزداد فرحاً بأجواء تفوح منها عطور المحبة والتأخي وصدق المشاعر.

اين تلك ايامي لقد افتقدتها لماذا رحلت وتركتني في هذه الغابة! لماذا رحلت وتركتني وسط هذه الذئاب والثعالب! لماذا غادرت و سرقت بعضاً من احبتي! يؤسفني بحق رحيل تلك الأيام اخذة معها جزء كبير من سعادتي!


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.