المسلة

المسلة الحدث كما حدث

تخصيصات أثاث الوزارات ومكاتب المسؤولين ترفع العجز في الموازنة

تخصيصات أثاث الوزارات ومكاتب المسؤولين ترفع العجز في الموازنة

6 مايو، 2023

بغداد/المسلة الحدث: تحدث التخصيصات الكمالية والترفية مثل الاثاث ومواكب السيارات العريضة، في مؤسسات الدولة لاسيما مقرات الوزارات والمديريات، عجزا كبيرا في الموازنة العراقية.

وفي الدول المتقدمة، المرشدة للانفاق، تغيب المكاتب الفخمة للمسؤولين، ويتساوى الموظف والمدير في محيط العمل.

يعاني العراق من ارتفاع العجز في الموازنة، وفي حالة تراجع أسعار النفط الذي يعتمد العراق عليه بشكل أساسي كمصدر رئيسي للدخل الوطني، فان ذلك سوف يجعل من العجز كارثة.

وكشف عضو في اللجنة المالية النيابية، عن تخصيصات كبيرة للأثاث للوزارات وهي سبب كبير في ارتفاع حجم العجز المالي في الموازنة المالية.

والمكاتب الفارهة للمسؤولين تهدر المال العام، وتدل على فارق طبقي بين اسلوب حياة المسؤولين الكبار والمواطن.

وقارن مدونون وناشطون، بين مكاتب رؤساء وزعماء الدول المتواضعة ومكاتب مسؤولين عراقيين التي بدت أكثر فخامة ومبالغة، في دلالة واضحة على مستوى الترف والتبذير.

وانتشرت صورة لمكتب مسؤول امني كبير في العراق، وجاء في احدى التعليقات الساخرة: مكتب المدير أرقى من منزلنا بأكمله.

وقال مُغرد آخر: ‏مكتب (… ) أكبر وافخم من مكتب رؤساء دول عظمى.. ولن اتكلم عن الإنتاجية فالشارع يشهد.

وكتب الناشط انس محمود: ‏من يدقق في القاعات والمكاتب يتصور انها قاعات اجتماعات لدولة عظمى كأمريكا او روسيا او الصين، والحقيقة انها قاعة اجتماعات مسؤول في العراق.

وتساءل محمود: ما هي منجزاتهم ليستحقوا كل هذا البذخ وما هي أهمية اجتماعاتهم لتخصص لها هكذا أبنية مكلفة؟.

وينتقد مراقبون مكاتب المسؤولين الحكوميين في المحافظات، والقادة الامنيين، التي لا تنتمي الى العصر، والتحضر، وتدل على بيروقراطية اصبحت من الماضي في الدول المتقدمة.

وفي دلالة واضحة على فساد المكاتب، أعلنت دائرة التحقيقات في هيئة النزاهة الاتحاديَّة، العام الماضي عن ضبط مدير مركز صيانة كهرباء هبهب بديالى؛ لقيامه باختلاس تراكيب الإنارة الخاصَّة بناحية هبهب، وتنظيم أكثر من (6) معاملاتٍ واستلام مواد بموجبها،

وفي وقت سابق، تصدر وسم بيت مسؤول كبير ترند العراق، بعد ان تداول المدونون مقاطع فيديو وصورا وتغريدات تحت هذا الوسم.

وفي قراءة للظاهرة، قال الكاتب والباحث عدنان أبوزيد ان المكتبية مرض عراقي.

وأضاف في بحث له ان صديقا عراقيا مغتربا اصيب بالدهشة حين رصد ظاهرة في دوائر العمل الحكومي والخاص في هولندا، لم يألفها في بلده، وهي خلو المؤسسات من كرسي المدير المنحوت بعناية فائقة في العراق والدول العربية، وغياب اللوحة النحاسية التي تنتصب بشموخ فوق منضدة المدير، والتي تشير الى اسمه ولقبه بخط عربي، تحف به الاقواس المذهبة والحواشي المزركشة.

لكن البحث عن المدير ليس صعبا، انه هناك يمضي مع العاملين والموظفين، يمارس مهامه ويسد النقص، ويلتقي الزبائن من غير ان تجد أمّازا يفضل به نفسه عن زملائه الموظفين.

نقيض ذلك في مؤسسات العراق الحكومية والخاصة، اذ تمنع دون الوصول الى المدير، مطبات، وحراس، وبوابات.

وما ان تجتاز هذه الاهوال، فان طاولة عظيمة الأركان وكرسي مترف دوار، يمثل السور الأعظم قبل لقاء المسؤول المنتفخ في الشكل والمظهر، الفقير في المهارات والمعارف، الديكتاتوري في السلوك، والمتفرد بالرأي.

وكتب الاعلامي عبد الجبار العتابي عن صور نشرتها وسائل اعلام عراقية لمسؤولين عراقيين في اجتماعات رسمية، وهم يتحلقون حول طاولات ُملئت بمختلف الاطعمة والشراب، استغراب العراقيين المصحوب بالاستياء.

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author