المسلة

المسلة الحدث كما حدث

مّدينٌ لمِدين

مّدينٌ لمِدين

19 يونيو، 2023

بغداد/المسلة الحدث: كتب ابراهيم العكيلي..

انتشر على موقع طلبة الجامعة المستنصرية في مواقع التواصل مقطع فديو، بعنوان مدير قسم الاعلام في كلية الآداب يودع طلبته كونه سيغادر الى جامعة اخرى ، كنت أشاهد ذلك المقطع واتابع تعليقات جميع طلبة الكليات والجامعات الاخرى ، وهم يمنون النفس ان يكون مدراء اقسامهم بهذه الروح الابوية، وانا اقرأ تلك الامنيات ، كانت لدي امنية اود ان اكتبها ، وهي ان ما اراه ليس حقيقة ، فليخبرني احدهم انه فديو مفبرك ، وان احدهم غير مضمون المحتوى خارج نطاقه.

قد يسئل بعضكم وما شانك من مضمون المقطع حقيقة كان ام مفبرك؟ ، لان من يظهر بهذا المقطع استاذي” مٍدين” ومّدين له ولا اريد ان اصدق ان المحتوى حقيقي فعلا.

نادرا جدا ان تجد انسان مختص واكاديمي بهذا المستوى يشغل منصب مناسب ، وفي قسم الاعلام في الجامعة المستنصرية ،يشعر الطلبة انهم محظوظين بوجد كادر تدريسي لا ابالغ ان قلت متميز جدا ، فهم يتعاملون بأبويه ، قبل ان يكون تعاملهم استاذ وطالبه ، ولاسيما طيب الذكر دكتور” مدين ” استاذ مادة المناهج ، ورئيس قسم الاعلام.

علم طلبته مادة المناهج بطريقة اكاديمية عالية ،نتاجها اجاباتهم المثالية في الامتحانات النهائية ، وكان اضافة لذلك مدير لقسمهم و يعاملهم كأصدقاء او كاخ كبير يفرض حبه واحترامه عليهم بذات الوقت ، كل طالب يشعر ان دكتور ” مدين” يفضله على الاخرين لأنه كان يعطي الجميع نفس الشعور ، كل شخص على حدى … وهذا ما جعله ناجحا محبوبا لطلبته الذين عجت مواقهم بصور وداعه.

لي سر صغير مع هذا الرجل ،اود البوح به لكي اخبر كل القراء ما معنى ان يحترمك الطلاب من شدة تواضعك و صرامتك في ذات الوقت ، شاهدني انا و احد الطلبة نقرأ قبل يوم الامتحان النهائي استعداد لخوض امتحان لمادته المناهج التي كان يعلمنا اياها ، فشجعنا كالمعتاد ،وبعد قليل عاد الينا وبيده اقداح شاي وهو يدعونا ان نشاركه شاي الصباح ، وهو يحاول ان يصب الشاي بنفسه ، خجلت كثيرا حاولت وصديقي مسرعين ان لا ندعه يفعل ذلك، ونقوم بذلك بذاتنا ، كان همه ان نقرأ جيدا حتى نحقق ما يطمح اليه هو قبل طموحنا ، فتذكرت حينها رهاني في بداية العام معه اني سوف اكرر حصولي درجة “الامتياز” كما فعلتها بالعام السابق بمادة المناهج ، فأغضبني برده المبتسم ” تحلم ” شعرت في حينها انه يقول: “لا تحاول معي ما حققته العام الماضي لم يتكرر” .. وفعلا ابتز عنادي هذا الكلام واكتشفت اخيرا انه يقرأ نفسية الطالب الذي يقف امامه ويجيد تحفيزه حتى يحقق اعلى المستويات، وكان هذا واضح في تقييمه لنا طوال العام ، هكذا كان استاذنا المحترم دكتور “مدين التميمي” وصدق رسول الله(ص) بقوله ” مَنْ عَلَّمَ عِلْماً فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ ” وتبقى امنيتي وان تم تأكيد الخبر ان يكون مضمون ما سمعت وما شاهدت ليس حقيقا ، فلا ارغب بأن اصدق ذلك ..فجعلوا انفسكم في كل المناصب الادارية كمثل مٍدين في قومه محترما حبيب.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.