بغداد/المسلة الحدث:
اسعد عبد الله عبد علي
بعد الجدل الكبير حول من هم اللاعبين الابرز الذي كانوا سبب صعودنا لكاس العالم 1986 في مكسيكو, قررت اكشف اللثام عن الحقيقة واكتب شارحا رحلة الصعود والاشارة للابرز في كل محطة, حيث يعد انجاز التاهل لكاس العالم 86 هو الانجاز الاكبر في تاريخ الكرة العراقية منذ التاسيس والى اليوم, وكان في وقتها العراق يعيش اجواء الحرب التي فرضها صدام على ايران, وكان هنالك قرار دولي بمنع اجراء المباريات في البلدين (العراق وايران) بسبب حرب ضرب المدن بصواريخ ارض- جو لذلك كان على منتخبا ان يلعب جميع مبارياته الرسمية خارج ملعبه.
وكانت الاستعدادات العراقية كبيرة وغير مسبوقة, حيث لعب وديا في ملعب الشعب ضد المنتخب الهولندي الاولمبي مبارتين, وضد نادي نوتنغهام فورست الانكليزي مبارتين, وضد منتخب كوريا الجنوبية مباراة, وضد نادي كلاسكو رينجرز الاسكتلندي مبارتين, فكانت استعدادات فعالة اثمرت فيما بعد الانجاز الذي لم يتكرر.
مجموعة متوازنة
وقع العراق في المجموعة الثانية والتي تضم العراق وقطر والاردن ولبنان, على ان يتأهل فقط بطل المجموعة الى شبه نهائي غرب اسيا حيث يتاهل منتخب من غرب اسيا ومنتخب من شرق اسيا, وهكذا ضمنا عدم اللعب مع الكوريين والصينيين واليابانيين, وقد اختار العراق ارض الكويت مسرحا لمبارياته ضمن مجموعته.
ودخل التصفيات بقيادة المدرب المحلي اكرم سلمان ويساعده انور جسام.
في اول مبارتين ضد لبنان سجل العراق درززن اهداف (12 هدف) بواقع ستة اهداف في كل مباراة, حيث كان يعيش لبنان اجواء الحرب الاهلية, وتوغل الصهاينة في جنوب لبنان, فلم يعسكر منتخبهم ولم يلعب وديا, حتى استعار قميص نادي القادسية الكويتي ليلعب به لانه لا يملك قمصان! وفيما بعد انسحب من التصفيات بعد ان خسر امام قطر ب (15 هدف) بمباريتين, فشطبت نتائجه, واصبحت المجموعة من ثلاث فرق فقط هي العراق وقطر والاردن.
العراق – الاردن 3 – 2
في يوم 29-3-1985 كان منتخبنا على موعد مع اول مواجهة حقيقية له في التصفيات, حيث واجه في عمان المنتخب الاردني, في مباراة هي السادسة له في غضون 27 يوما ! وقد كان غياب المدافع الكبير عدنان درجال لاصابته بارزا, ليفقد الدفاع العراقي اهم عناصره, مما دفع المدرب اكرم سلمان الى الاستعانة بالمدافع سمير شاكر جنبا الى جنب مع العائد جمال علي.
وتالفت التشكيلة التي لعبت المباراة من فتاح نصيف لحراسة المرمى .. سمير شاكر وكاظم مطشر … خليل علاوي وجمال علي للدفاع … ناطق هاشم وعلي حسين وباسل كوركيس للوسط .. وحسين سعيد واحمد راضي ووميض منير للهجوم.
دخل المنتخب الاردني المباراة بقوة, وبثقة عالية استمدها من فوزه على المنتخب القطري القوي, ومن فوزه المعنوي على منتخبنا في اخر لقاء جمع الفريقين .. غير ان واقع المباراة التي استضافها ستاد الملك حسين, قال غير ذلك ففي الدقيقة السابعة والثلاثين تسلم وميض منير الكرة في داخل المنطقة الاردنية وواجه الحارس ليلعب الكرة بمهارة في الشباك الاردنية, وبهذا الهدف انتهى الشوط الاول.
وفي الشوط الثاني بكر الاردنيون بتسجيل هدف التعادل, ليرد عليهم حسين سعيد بوضع الكرة العراقية الثانية في الدقيقة السبعين, قبل ان ينهي جمال ابو عابد افراحنا بقذيفة سكنت شباك فتاح نصيف في الدقيقة 80, لينتهي الوقت الاصلي للمباراة بالتعادل 2-2 .. قبل ان تشهد الدقيقة الاولى للوقت الضائع الهدف العراقي القاتل الذي جاء باقدام المهاجم الشاب احمد راضي الذي بدا يثبت مكانه شيئا فشيئا مع المنتخب.
– كانت هفوات كبيرة بالمنتخب غطى عليها الفوز, وكان على المدرب تغيير بعض المراكز, المهم كان الابرز في هذه المباراة ناطق هاشم واحمد راضي وعلي حسين وسمير شاكر.
العراق – قطر صفر – 3
في يوم 5-4-1985 كانت مباراة لا تنسى في الدوحة امام المنتخب العنابي المنافس الشرس للعراق في تلك الفترة, كان علينا ان نفهم اهمية النقاط بعد الغاء نتائج لبنان, لكن الغريب ان المدرب لم يجري اي تغييرات بعد مباراة الاردن, ولعب بنفس التشكيل, وفاته ان ما نجح في عمان لا يمكن ان ينجح في الدوحة, لتغرق سفينة منتخبنا في رمال الدوحة.
وتالفت التشكيلة التي لعبت المباراة من فتاح نصيف لحراسة المرمى .. سمير شاكر وكاظم مطشر … خليل علاوي وجمال علي للدفاع … ناطق هاشم وعلي حسين وباسل كوركيس للوسط .. وحسين سعيد واحمد راضي ووميض منير للهجوم.
حيث ظهر منتخبنا بائسا ضعيفا غير قادر على مجاراة سرعة القطريين!
ليكون ذلك اليوم من اسوا الايام في تاريخ الكرة العراقية, حيث خسر منتخبنا كل ما لديه, ليشهد الجميع انهيار تاريخ كامل بالاهداف الثلاثة التي اودعها منصور مفتاح ورفاقه في شباك فتاح نصيف الذي بدا بلا حول او قوة داخل الملعب.
– لم يكن بين اللاعبين العراقيين اي لاعب مميز في هه المباراة, بل كلهم سيئين.
– العراق – الاردن 2 – صفر
في يوم 19-4-1985 المباراة قبل الاخيرة في المجموعة لمنتخبنا, وكان على منتخبنا ان يستعيد توازنه, خلال فترة الاسبوعين التي تلت الخسارة الكبيرة مع قطر, وقبل مباراتنا كانت قطر قد فازت على الاردن, لذلك كان يجب ان نفوز كي نتساوي بالنقاط مع القطريين.
وقد اقدم المدرب على غربلة وتغييرات كبيرة منها, ابعاد الحارس فتاح نصيف, ليتم الاستعانة من جديد بالحارس رعد حمودي كما اشرك المدرب كريم محمد علاوي في الوسط ..اضافة الى اشراك كريم صدام مع احمد راضي في الهجوم … بعد ابعاد وميض منير عن التشكيلة اما حسين سعيد فتم ابعاده بداعي الاصابة وهو لم يقدم شيء في اول مبارتين ولم يكن مميزا.
وكانت تشكليتنا كلاتي: الحارس رعد حمودي… للدفاع سمير شاكر وكاظم مطشر وخليل علاوي وجمال علي.. للوسط ناطق هاشم وعلي حسين وباسل كوركيس وكريم محمد علاوي..للهجوم احمد راضي وكريم صدام.
التقى منتخبنا بنظيره الاردني في الكويت, وقد تمكن منتخبنا من الفوز بهدفين حملا توقيع كريم محمد علاوي واحمد راضي بعد ان تاخر تسجيل الاهداف شوطا كاملا .. قبل ان يعيد لاعبونا احياء الامال من جديد.
– كان الابرز عراقيا احمد راضي وكريم علاوي وعلي حسين وناطق هاشم وسمير شاكر.
– العراق- قطر 2 – 1
في يوم 5-5-1985 كان اللقاء الحاسم مع القطريين طلب العراق اقامتها في كلكتا في الهند, تخلصا من الاجواء الخليجية ومداخلاتها, وتاثيرها على اجواء التحكيم .. كما طلب ان يتم ابدال الحكم الاسيوي المعين للمباراة .. فاجيب لطلبه وقاد المباراة حكم انكليزي بعد ان اشبعنا الاسيويون بحكامهم الذين لا يملكون ذمة ولا ضميرا ! وانطلقت المباراة..
ومثل العراق رعد حمودي لحراسة المرمى … سمير شاكر وكاظم مطشر مع خليل علاوي وجمال علي للدفاع … ناطق هاشم وعلي حسين وكريم محمد علاوي وباسل كوركيس للوسط … واحمد راضي وكريم صدام للهجوم.
وقد كانت الجماهير تدرك ان منتخبنا لو استخلص كل قدراته فانه لا قطر ولا غيرها سيكونون قادرين على ايقافه ! في تلك المباراة وامام ثلاثين الف متفرج .. تغلب منتخبنا مرة اخرى على الحاجز النفسي .. واستطاع ان يسجل الهدف الاول عن طريق النجم احمد راضي .. لتنفتح الامال امام منتخبنا لبرهة من الزمن قبل ان ينجح القطريون في تعكير صفو العرس العراقي بهدف قبل انتهاء الشوط الاول … ليذهب الجميع للاستراحة والنتيجة هي التعادل 1-1.
ليظهر الاصرار العراقي بعد ذلك اداءا في الملعب .. حيث اخذ منتخبنا يهاجم ويهاجم ويهاجم .. فيما لم يكن للعنابي ولاعبيه حول ولا قوة داخل الملعب .. لتاتي الدقيقة السادسة والسبعين هجمة عراقية عارمة …انتهت بان سددها ناطق هاشم على الاغلب .. قذيفة .. دخلت المرمى القطري واجتازت الخط .. غير ان الحكم اشار باستمرار اللعب بعد ان نجح المدافع القطري بارجاعها الى الملعب قبل ان تلمس الشباك .. لتجد كريم محمد علاوي .. الذي لعبها بحركة خلفية غريبة ..كعصا البومرنج .. لتعود الكرة تماما من حيث جاءت .. وتدخل المرمى القطري معانقة الشباك هذه المرة .. لتعلن تسجيل واحد من اغلى واجمل الاهداف في تاريخ الكرة العراقية.
وفي الوقت المتبقي من المباراة لم يتمكن القطريون من فعل شئ لتنتهي المباراة بفوز منتخبنا وانتقاله الى الدور الثاني لاول مرة في تاريخ التصفيات المونديالية ..
– كان الابرز بين لاعبي العراق احمد راضي وناطق هاشم وجمال علي وكريم علاوي وكاظم مطشر.
– تغيير المدرب
بعد معكسر السعودية والمبارتان الوديتان مع السعودية في شهر اب-1985 والخسارة هناك 1-3 و 2-0 قرر الاتحاد العراقي اقالة الكادر التدريبي.
ونظرا لضيق الوقت وصعوبة الاستعانة بكادر اجنبي لقيادة المنتخب .. فقد تم اسناد المهمة للمدربين واثق ناجي وثامر محسن .. اللذين سبق لكل منهما قيادة المنتخب غير مرة في فترة السبعينات وبداية الثمانينات ..وهكذا تولى الثنائي مسؤولية ايصال المنتخب الى بر الامان في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ الكرة العراقية.
حيث كان مقررا مواجهة منتخب الامارات في مبارتين فاصلتين الفائز يتاهل لنهائي غرب اسيا للحصول على البطاقة الوحيدة لبطل غرب اسيا.
– العراق – الامارات 3 – 2
كانت الامارات تعيش نشوة جيلها الكروي الذهبي الذي نال كل رعاية واهتمام ليصل الى نهائيات كاس العالم .. حيث نجح الفريق الاماراتي في اقصاء المنتخب السعودي في وقت مبكر من التصفيات .. وكان واضحا صعوبة اجتياز الحاجز الاماراتي خصوصا مع ما يمر به منتخبنا من ظروف.
في يوم 20-9-1985 كانت صافرة البداية للمباراة التي جرت في امارة دبي .. وقد لعب منتخبنا بطريقة 4-3-3 ..وشهدت المباراة عودة المصابين عدنان درجال وحسين سعيد, للك حصلت تغييرات في التشكيل, فتواجد رعد حمودي في حراسة المرمى .. فيما لعب في الدفاع عدنان درجال مع كاظم مطشر وغانم عريبي وخليل محمد علاوي .. وتواجد في الوسط كريم محمد علاوي وعلي حسين وحارس محمد .. فيما لعب في الهجوم حسين سعيد واحمد راضي مع عناد عبد.
ودخل الاماراتيون المباراة بثقة كبيرة واكثر من اللازم .. اعتقادا منهم ان الفوز على منتخبنا سيكون سهلا .. لتحمل الدقائق الاولى الهدف الاماراتي الاول في شباك رعد حمودي .. قبل ان يتمكن حسين سعيد من تسجيل التعادل لينتهي الشوط الاول.
في الشوط الثاني بكر اهل الدار بالتسجيل مجددا وكلهم يقين بترويض اسد العراق, غير ان حسين سعيد تمكن ان يسجل الهدف الثاني, لتمضي المباراة بعدها سجالا, ويفاجئ المرحوم ناطق هاشم الدفاع الاماراتي المذهول بالكرة الذكية التي لعبها في سقف المرمى مسجلا هدف الفوز الثالث في الوقت القاتل من المباراة, ليخرج منتخبنا منتصرا بثلاثة اهداف مقابل هدفين.
– كان الابرز بين لاعبينا ناطق هاشم وعدنان درجال وخليل علاوي وحسين سعيد.
العراق – الامارات 1 – 2
في يوم 27-9-1985 وقد اختار العراق مدينة الطائف في السعودية مسرحا لمباراة الاياب, والتي شهدت احراز منتخبنا الثاني لقب كاس العرب, لتكون المدينة رقم (6) التي يلعب فيها منتخبنا منذ انطلاق التصفيات, في تلك المباراة عاد منتخبنا للعب بمهاجمين .. حيث تواجد كريم محمد علاوي مع الدفاع … فيما اشترك باسم قاسم مع الثلاثي علي حسين وحارس محمد وناطق هاشم في الوسط .. ولعب حسين سعيد مع احمد راضي في الهجوم.
وكان التشكيل رعد حمودي في حراسة المرمى .. فيما لعب في الدفاع عدنان درجال مع كاظم مطشر وغانم عريبي وكريم محمد علاوي.. وتواجد في الوسط باسم قاسم وناطق هاشم وعلي حسين وحارس محمد .. فيما لعب في الهجوم حسين سعيد واحمد راضي.
شهدت هذه المباراة انقلاب السحر على الساحر … ففي الوقت الذي كان على منتخبنا ان يدخل المباراة بثقة ويسيطر عليها للوصول الى شاطئ الامان بالفوز او التعادل في اقل تقدير .. فانه لعب واحدة من اسوا مبارياته في تاريخ الكرة العراقية , فقد ظهرت خطوط الفريق مفككة .. مما سمح للاماراتيين بتسجيل هدفهم الاول .. لتمض الدقائق بعد ذلك, ولاعبونا في واد والمباراة في واد اخر, وليحمل انطلاق الشوط الثاني الهدف الاماراتي الثاني الذي كان يعني اقصاء منتخبنا بمجموع المباراتين 3-4 , ولم يبد لاعبونا اي دليل على رغبتهم في العودة لاجواء المباراة..
وفي الوقت القاتل اخطا مدافع الامارات في ابعاد الكرة داخل منطقة جزائه لتجد اقدام البديل كريم صدام الذي لم يكذب الخبر ولعبها بطريقة جميلة استقرت في الشباك الاماراتية .. ليصبح مجموع نتيجتي المباراتين 4-4 ويتاهل منتخبنا بفارق الاهداف المسجلة في ملعب الخصم … حيث ان منتخبنا احرز في ملعب الامارات 3 اهداف في حين سجل الاماراتيون هدفين في ملعبنا .. وهكذا خطا منتخبنا خطوة مهمة في طريق التاهل الى كاس العالم.
– وكان الابرز عراقيا في هذا اللقاء كريم صدام وناطق هاشم وكريم علاوي.
جورج فييرا اول برازيلي يقود منتخبنا
بعد المستوى المؤلم الذي قدمه المنتخب في الطائف امام الامارات, تم اعفاء الثنائي التدريبي واثق ناجي وثامر محسن, لتنتهي رحلتهما التدريبية القصيرة .. في اخر تواجد لاي منهما مع الملاك التدريبي للمنتخب ! ليتم تعيين المدرب جورج فييرا ليكون المدرب البرازيلي الاول والاجنبي السابع والمدرب الحادي والعشرين للمنتخب الوطني, حيث وضعت في عنقه مسؤولية قيادة منتخبنا في الخطوة الحاسمة والاخيرة من التصفيات ! وفييرا يعد من المدربين المشهورين في بلده البرازيل وسبق له قيادة اندية برازيلية معروفة واكتشف العديد من اللاعبين.
– وقد استعد منتخب العراق للقاء الفاصل بوديتين الاولى امام القادسية الكويتي وانتهت عراقية 3-0 ثم امام منتخب البحرين وانتهت عراقية 3-1 , المدرب الجيد يظهر اسلوبه مع الفريق على الفور … هذه الحقيقة التي يجب ان يعيها الجميع ..! فقد استلم المدرب البرازيلي المنتخب وهو يعاني من الضياع وفقدان الثقة بالنفس بعد الاداء المتردي امام الامارات ! ولكنه استطاع بفترة وجيزة لم تتعد الشهر ..ان يعيد ثقة اللاعبين بانفسهم ليستعيد المنتخب توازنه وقدرته على المنافسة الحقيقية من جديد .. بعد ان ظن الجميع ان مسالة خروج المنتخب بعد مباراة الامارات ليست الا قضية وقت.
– بعدها كان عليه التوجه الى دمشق للقاء الفاصل التاريخي المؤهل لكاس العالم.
– العراق – سوريا 0-0
في يوم 15-11-1985 وصل منتخبنا الى سوريا برا .. بعد ان منعت السلطات السورية هبوط طائرة منتخبنا في دمشق , اضافة الى منع الوفد الاعلامي والجماهيري من دخول الاراضي السورية ! كل هذا بقصد التاثير النفسي على منتخبنا قبل المباراة … ولكن الثقة التي اكتسبها منتخبنا في الفترة الاخيرة جعلته لا يتاثر.
في هذه المباراة … اشرك المدرب نفس التشكيلة الاساسية المعروفة .. التي يقودها الكابتن رعد حمودي .. مع ثلاثي الدفاع عدنان درجال وخليل محمد علاوي وكاظم مطشر اضافة الى اشراك المدافع الايسر غانم عريبي … اما رباعي الوسط فهو نفسه ..ناطق هاشم مع علي حسين وحارس محمد وباسل كوركيس ..والثنائي حسين سعيد واحمد راضي في خط الهجوم.
وانطلقت المباراة , وحاول منتخبنا اخذ موضع دفاعي في الشوط الاول امتصاصا لفورة السوريين , وقد تمكن رعد حمودي من ان يكون على قدر المسؤولية وينقذ مرمانا من اكثر من كرة ,ليفشل امال الفريق السوري وينتهي الشوط الاول بالتعادل.
وفي الشوط الثاني , حاول السوريون الاستمرار بنفس السيناريو , الا ان منتخبنا اخذ يبادلهم الهجمات , لتاتي الدقيقة الحادية والخمسين ويتلقى احمد راضي كرة عالية تلقفها براسه واسكنها الشباك السورية بهدف رائع لاغبار عليه .. غير ان صافرة الحكم الفرنسي ميشيل فوترو الغت الهدف وسط استغراب الجميع …بحجة ان احمد زاحم الحارس شكوحي! باختصار ساهمت اخطاء الحكم بخروج السوريين بالوجه الابيض وانتهاء المباراة بالتعادل ليتاجل الحسم الى ما بعد اسبوعين في الطائف.
– كان الابرز في هذه المباراة احمد راضي ورعد حمودي وعدنان درجال وكاظم مطشر.
– العراق – سوريا 3 – 1
في يوم 29-11-1985 كان اللقاء الحاسم في مدينة الطائف والتي حضرها جمهور قليل لم يزد على الخمسة الاف مشاهد , في تلك المباراة حافظ المدرب على تشكيلته السابقة … باستثناء اشراك الداينمو شاكر محمود بدل ناطق هاشم, حيث كانت التشكيلة : حراسة المرمى الكابتن رعد حمودي .. مع ثلاثي الدفاع عدنان درجال وخليل محمد علاوي وكاظم مطشر اضافة الى اشراك المدافع الايسر غانم عريبي, اما رباعي الوسط فهو نفسه ..شاكر محمود مع علي حسين وحارس محمد وباسل كوركيس ..والثنائي حسين سعيد واحمد راضي في خط الهجوم.
نزل الفريقان الملعب , وقد شعر لاعبونا انهم على قدر المسؤولية , ليقدموا مستوى هو على النقيض من المستوى الذي قدموه على نفس الملعب امام الفريق الاماراتي ! انطلقت المباراة .. وتوضحت رغبة منتخبنا في حسمها مبكرا .. ! في الدقيقة الثامنة والعشرين تهيات الكرة امام المرمى السوري فظن المدافعون السوريون ان هناك خطا ما .. واستغل حسين سعيد الفرصة ليلعب على الصافرة , ليقف السوريون في حالة ذهول لما تبقى من الشوط الاول.
في الشوط الثاني كان الجميع يطالبون منتخبنا بهدف الاطمئنان, وبعد اربع دقائق من بدايته حول حارس محمد كرة بعيدة في جهة اليمين , تلقاها شاكر محمود بالراس ليسددها كرة قوية سكنت شباك الحارس السوري لتشير النتيجة الى تقدم العراق 2-صفر .. وتلوح القبعة المكسيكية في الافق ! غير ان منتخبنا لم يهنا بهذا الهدف الا خمس دقائق .. ففي الدقيقة 54 ارتكب عدنان درجال خطا قاتلا عندما لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء …ليحصل السوريون على ركلة جزاء نفذها ابو السل بنجاح .. لتصبح النتيجة 2-1 .. ويبدا المنتخب السوري بالهجوم سعيا وراء هدف التعادل الذي يعني تاهلهم الى النهائيات بفارق الاهداف المسجلة في ارض الخصم.
الا ان تلك الفترة لم تكن اكثر من سحابة صيف .. ليعود لاعبونا الى اجواء المباراة .. وسط رغبة متزايدة بتسجيل هدف ثالث يطمئن الجماهير ان منتخبنا ذاهب ذاهب الى المكسيك .. وهو ما تحقق في فعلا في الدقيقة 72 عندما حصل منتخبنا على ركلة حرة .. نفذها خليل محمد علاوي من مسافة اكثر من 30 ياردة .. ارتطمت بالمدافع السوري وتغير اتجاهها واستقرت في الشباك .. لتعزف عندها اناشيد الانتصار العراقي الباهر .. وتعلن صافرة الحكم السويدي بعد ذلك تاهل العراق رسميا الى نهائيات كاس العالم .. ليكون الفريق ال (23) والقبل الاخير الذي يصل الى المكسيك ..واول فريق يصل الى كاس العالم دون خوض مباراة واحدة في بلاده … وبانتهاء التصفيات انتهت الفترة التدريبية القصيرة والمثيرة للمدرب البرازيلي القدير جورج فييرا الذي فضل ترك المنتخب بعد ضمان التاهل الى كاس العالم.
– وبانتهاء الحديث عن التصفيات.. لابد لنا من استذكار الاسماء.. كل الاسماء التي اسهمت بتحقيق هذا الانجاز التاريخي الذي لم يتكرر بعد ذلك بكل اسف … حيث مثل العراق على امتداد التصفيات وبكل جولاتها :رعد حمودي-عدنان درجال-سمير شاكر-خليل محمد علاوي-كاظم مطشر-علي حسين-حارس محمد-احمد راضي-حسين سعيد-ناطق هاشم-كريم محمد علاوي-باسل كوركيس-غانم عريبي-باسم قاسم-عناد عبد-وميض منير-جمال علي-فتاح نصيف-كريم صدام- شاكر محمود-صباح عبدالحسن.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
النزوح في العراق.. جرح مفتوح يختبر جدية الإصلاح
الزلزال السوري كما يراه عباس عراقجي: السقوط كان متوقعا
بين البراغماتية والضرورة الأمنية: الحدث السوري.. يعيد تشكيل علاقة العراق مع التحالف الدولي