بغداد/المسلة: ساعتان من المشاورات الهاتفية بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي دارت حول مسائل رئيسية أولها الملف النووي الإيراني الذي وصلت المفاوضات الخاصة به، وآخرها في الدوحة بداية الشهر الجاري إلى طريق مسدود.
والاتصال الهاتفي مساء السبت تم بمبادرة من ماكرون ما يعكس قلقاً فرنسياً «وغربياً» فيما تعتبر الأطراف الأوروبية والأميركية أن الكرة في ملعب طهران وأن مصير الاتفاق الذي يعترف الطرف الإيراني بأن التفاهمات بشأنه وصلت إلى 96 في المائة، مرهون بما تقرره القيادة الإيرانية وتحديداً المرشد الأعلى.
وهذه القناعة كررها المسؤولون الأميركيون العديد من المرات في الأيام القليلة الماضية. وخلال اتصاله برئيسي، عبر ماكرون، وفق البيان الصادر عن قصر الإليزيه، عن «خيبة أمله لعدم إحراز تقدم، وأصر أمام الرئيس رئيسي على ضرورة اتخاذ خيار واضح للتوصل إلى اتفاق والعودة إلى تنفيذ (إيران) لالتزاماتها النووية».
ورغم الخيبة، وتعليق مفاوضات فيينا منذ عدة أشهر، فإن ماكرون جدد التعبير عن قناعته بأن «التوصل إلى حل يوفر العودة إلى التنفيذ الكامل (للاتفاق النووي) ما زال أمراً ممكناً شرط أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن».
جاء التواصل الجديد بين ماكرون ورئيسي في سياق المشاورات التي يجريها الأول مع قادة من دول المنطقة إما حضورياً أو عبر الهاتف إضافة إلى القنوات الدبلوماسية التقليدية للنظر فيما سيكون الوضع في الإقليم في حال أخفقت كافة الجهود لإعادة إحياء اتفاق عام 2015 مع بعض التعديلات.
وكانت مصادر فرنسية رفيعة المستوى قالت لصحيفة «الشرق الأوسط» إن الغربيين وخصوصاً الطرف الأميركي قدموا لإيران «أفضل عرض يستطيعون تقديمه وإنه يتعين على القادة في طهران ألا يتوقعوا تنازلات إضافية من الجانب الغربي».
وتضيف هذه المصادر أن «رهان طهران على عامل الزمن سيفضي إلى نتائج معكوسة»، بمعنى أن ما تقبله واشنطن اليوم «لن تكون قادرة على قبوله مع اقتراب استحقاق الانتخابات النصفية الأميركية». وهذا يعني، عملياً، أنه إذا خسر الرئيس جو بايدن بنتيجتها الأكثرية الطفيفة التي يتمتع بها الديمقراطيون في الكونغرس فإن السير بالاتفاق كما هو «وليس مع تنازلات إضافية لن يكون ميسراً».
بيد أن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد. ولاستكمال الصورة، تتعين الإشارة إلى أمرين إضافيين: الأول، المخاوف الغربية من تنامي الأنشطة النووية الإيرانية وغياب الرقابة التي كانت تمارسها الوكالة الدولية للطاقة النووية والنتائج المترتبة على ذلك وفق ما شرحه مديرها العام رافاييل غروسي مؤخراً.
وجاءت تصريحات كمال خرازي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية الأحد الماضي التي أكد فيها أن بلاده تتوافر لديها «القدرات الفنية» للحصول على القنبلة النووية لتزيد من المخاوف الغربية حيث يغلب اعتقاد أن طهران ربما باتت على مسافة «أسابيع» من الحصول على السلاح النووي وإن لم تتخذ بعد قراراً بهذا الصدد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
الازدواجية بين الأسد وصدام