المسلة

المسلة الحدث كما حدث

لغة الأرقام

لغة الأرقام

11 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد فلحي

لست مولعا بالعمليات الحسابية ولا أجيد لغة الأرقام، وسبق ان رسبت في مادة الرياضيات في الدراسة المتوسطة، ونجحت في الدور الثاني بصعوبة ، ولكني سوف اضطر لخوض عملية حسابية معقدة تمس حياتي وعائلتي والأكثرية من الموظفين والمتقاعدين والأجراء في القطاعين الحكومي والخاص، ويقدر عدد هذه الفئة من المترتبين بنحو خمسة ملايين شخص، يمثلون هيكل الدولة والطبقة المحركة لاقتصادها!
القضية باختصار صعود قيمة الدولار وهبوط قيمة الدينار العراقي، إلى ما يقارب ٣٠ بالمائة ،في تعاملات السوق المفتوح، وهو في الأغلب ( سوق أسود) غير خاضع لأي قانون أو نظام سوى الفوضى والفساد!

هل تعلم عزيزي الموظف والمتقاعد وكل من يقبض أجوره بالدينار ان راتبك ومدخراتك فقدت ما يساوي ثلث قيمتها، وان قوتها الشرائية اصبحت بحدود ٦٥ بالمائة، وسوف اشرح الأمر بعملية حسابية ارجو ان تكون خاطئة، وعذري انني لست من اصحاب المصارف ولا الصيرفات، فهذه خواطر حسابية لمواطن يريد ان يفهم كيف تعجز دولة غنية لديها ثروات وافرة عن السيطرة على قيمة عملتها الوطنية وتجعلها في مهب الريح، كأنها دولة فقيرة محاصرة!

إذا كان راتبك مليون دينار فقط، فقد كان يساوي قبل عام٨٣٤ دولار وفق سعر الصرف حينذاك وهو ١٢٠ الف دينار مقابل مائة دولار!

اليوم راتبك نفسه يساوي ٦٠٠ دولار فقط، وفق سعر الصرف الحالي وهو١٦٥ الف دينار مقابل مائة دولار!
خسارتك غير المنظورة تساوي ٢٣٤ دولار ، واذا حسبتها وفق السعر الجديد، فهذا يعني انك فقدت مبلغا مقداره اكثر من ٣٨٥ الف دينار من راتبك الشهري!

هذه الخسارة لا بد ان تنعكس على قدرتك الشرائية ومستوى معيشتك وعائلتك، وسوف تكون مضطرا لمراجعة مصروفك الشهري، في ظل تصاعد الاسعار للسلع والخدمات وتناقص قيمة راتبك!

عملية فقدان قيمة الدينار في السوق تشبه عملية غرق تدريجية لباخرة متوقفة مثقوبة وقد لا يشعر راكبوها بانحدار مستواها ولكنها تغرق ولو بعد حين، ولا ينجو من طوفان الدولار إلا حيتان الفساد وكبار القراصنة، وهم معروفون للجميع!


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.