بغداد/المسلة: في حديقة البرلمان العراقي، يعد متظاهرون الشاي على موقد بدائي، فيما يوزع آخرون البطيخ. هنا، جاءت أم مهدي مع أطفالها الأربعة، عازمةً على البقاء في المكان حتى يطلب مقتدى الصدر من المعتصمين العودة إلى بيوتهم.
وملأ آلاف من المتظاهرين السبت مرةً جديدةً البرلمان.
ويشنّ رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر حملة ضغط على خصومه السياسيين رافضاً مرشحهم لرئاسة الحكومة.
وغطّت أم مهدي وجهها بخمار أسود فيما ارتدت عباءة تقليدية، وحملت على يدها طفلتها الرضيعة، فيما وقف إلى جانبها ابنها الأكبر البالغ 9 سنوات.
جاءت معها قريباتها الثلاث أيضاً. وتضيف المرأة : سوف نبقى الى البرلمان حتى تتحقق أهدافنا.
عند مداخل البرلمان، نصب متظاهرون خيمة بالطبعة العسكرية، بينما تبعثرت حولهم صناديق من المياه. تجوّل المتظاهرون بحرية في المكان، وحولهم رجال الأمن الذين كانوا يتعاملون مع الأمر بشكل طبيعي .
مع بدء ساعات الليل، وصلت نحو عشر شاحنات صغيرة محملة بالمياه التي وضعت داخل مبردّات، وبطيخ، قام البعض بتقطيعه وتوزيعه على المتظاهرين. ووزّع آخرون الأرزّ مع اللحم.
على مقربة عند أحد الأرصفة الموازية للحديقة، تجمّع بعض المتظاهرين حول موقد بدائي الصنع، وضعوا عليه إبريقاً نحاسياً من الشاي. وقف شاب طويل القامة على الرصيف، وبدأ ببيع السجائر للمتظاهرين.
يرفض المتظاهرون اسم محمد شياع السوداني الذي رشّحه الخصوم السياسيون للصدر لمنصب رئيس الوزراء في الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي.
وقال القيادي في التيار الصدري لـ المسلة: ان المحكمة الاتحادية، أقرت سنة ٢٠٢٢ بأن تسمية مرشح رئيس الحكومة تكون من الكتلة الفائزة، أو من مجموعة كتل بعد أداء اليمين، ويتم ذلك بعد انتخاب رئيس الجمهورية، الذي بدوره يوجه كتابا إلى رئاسة مجلس النواب حول ذلك….إذن فان التكليف الحالي غير دستوري.
ويرى الكاتب عدنان أبوزيد، ان العملية السياسية في مأزق حقيقي، لأن الكيفية التي يتم التعامل فيها مع المتظاهرين، غير واضحة، وقد فرضوا انفسهم على الخصوم، وحلوا محل النواب، وواقعا فان المتظاهرين هم النواب مجازا، طالما بقوا في مقر البرلمان، وان من المستحيل ازاحتهم منه الا بقرار من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر. وهذا يعني توقف اجراءات البرلمان بشأن اختيار رئيس الجمهورية والوزراء.
في الطابق الأرضي من مبنى البرلمان، ردّد متظاهرون شعارات دينية خاصة بعاشوراء، تزامناً مع بدء شهر محرّم، المقدّس يوم الأحد، والذي يحيى فيه ذكرى الإمام الحسين.
عند المغرب، أقام عشرات من الرجال الصلاة، منهم من أحضر معه سجادته الخاصة.
تقول زينب حسين من داخل البرلمان فيما ارتدت العباءة السوداء التقليدية ووضعت على كتفيها كفناً أبيض، “تركت بيتي وعائلتي” للمشاركة في الاعتصام.
تردّد المرأة الأسباب التي تجعلها مستاءة، أسباب يشاركها إياها 42 مليون عراقي. وتقول “الماء، الكهرباء، المدارس، المستشفيات”.
وتضيف “لماذا لا يوجد كهرباء في العراق؟ خيرات النفط أين تذهب؟”.
داخل البرلمان، جلس بعض المتظاهرين على الأرائك السوداء الفارهة، فيما اختار آخرون الجلوس على طاولات خشبية، وافترش البعض السجاد الأزرق والأحمر الذي غطّى الأرض. منهم من كان يمرر الوقت بتصفّح هاتفه، ومنهم من غفا قليلاً.
في الشوارع المحيطة في البرلمان داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، جلس متظاهرون على العشب، أو قام بعضهم بالسير لتمضية الوقت.
يقول سيد حيدر القادم من حيّ مدينة الصدر الشعبي في العاصمة والبالغ 35 عاماً، “الفساد يعمّ جميع دوائر الدولة”.
ويضيف “أي إنسان فقير بسيط لا يستطيع أن يصل إلى الدولة أو إلى الوزارة ما لم يكن مرتبطاً بحزب سياسي”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
وزير إسرائيلي: ستصل أبواب القدس إلى أبواب دمشق
بعد حادثتي كوريا وكندا.. طائرة هولندية تخرج عن مسارها
التباينات العراقية أمام الأزمة السورية.. وحدة وطنية أم انقسام ؟