المسلة

المسلة الحدث كما حدث

جهود دولية لتجنب نزاع واسع النطاق بين إسرائيل وحزب الله اللبناني

جهود دولية لتجنب نزاع واسع النطاق بين إسرائيل وحزب الله اللبناني

29 يوليو، 2024

بغداد/المسلة: كثّف المجتمع الدولي جهوده الاثنين لمنع تحول القصف المتبادل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية على خلفية حرب غزة إلى نزاع واسع النطاق، بعد قصف دام على مرتفعات الجولان السورية المحتلة حملت الدولة العبرية مسؤوليته إلى حزب الله اللبناني.

وفي قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، فرّ مئات المدنيين بعد أمر إخلاء جديد أصدره الجيش الذي يواصل عملياته التي بدأها في 7 تشرين الأول/أكتوبر ردا على هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل.

زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بلدة مجدل شمس الدرزية الاثنين في مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل وضمتها، حيث أدى هجوم صاروخي على ملعب لكرة القدم السبت إلى مقتل 12 صبيا وفتاة تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة.

وأحيا هذا الهجوم المخاوف من مزيد من التصعيد الإقليمي، مع إعلان عدة شركات طيران، بينها الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الملكية الأردنية الاثنين تعليق الرحلات إلى بيروت.

في مجدل شمس، شارك المئات من السكان في تشييع طفل يبلغ 12 عاما قتل السبت، بعد دفن الضحايا الآخرين الأحد.

واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله، المدعوم من إيران وحليف حركة حماس، بأنه أطلق الصاروخ، فيما نفى الحزب أي علاقة له بالهجوم.

وقال نتانياهو الاثنين من مجدل شمس “لن تدع دولة إسرائيل هذا يمر ولا يمكنها ذلك. إن ردنا سيأتي وسيكون قاسيا”، بعدما حصل مع وزير دفاعه يوآف غالانت على تفويض من المجلس الوزاري المصغر “لتقرير كيفية وتوقيت الرد على حزب الله”.

وأعلن الحزب اللبناني الاثنين أنه أطلق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على موقع عسكري إسرائيلي، وذلك “ردا” على “اغتيال” اثنين من مقاتليه.

وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب الأحد إن عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة، تحاول احتواء مخاطر التصعيد. وقال “تلقينا تطمينات” بأن “إسرائيل سوف تصعّد وسيكون تصعيدها محدوداً، وحزب الله سوف يردّ، وسيكون ردّه محدوداً”.

“تعوّدنا”

وأشار رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى أن “الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي وأوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه”.

أما إيران فحذّرت إسرائيل الأحد من “التداعيات غير المتوقعة” في حال شنّت هجوما واسعا على لبنان.

منذ اندلاع الحرب في غزة، يتبادل حزب الله القصف يوميا مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

وأخلى حزب الله الأحد مواقع تابعة له في شرق لبنان وجنوبه بعد تهديدات إسرائيلية، بحسب مصدر مقرب من الحزب.

في وسط بيروت، قال إيلي ربيز وهو صاحب متجر يبلغ ستين عاما “الحالة التي نعيشها طبيعية تعوّدنا عليها” مضيفا “منذ فترة طويلة نحن نعيش بهذه الظروف، وماذا سيحصل أكثر من هذا؟”.

من جهته، أعلن البيت الأبيض الأحد أن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حل دبلوماسي لوقف التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وقالت فرنسا إنها “ملتزمة بالكامل القيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة”.

“دمار وذعر”

في قطاع غزة، أفاد شهود عيان بوقوع غارات خاصة في مدينة غزة شمالا.

وفر مئات الأشخاص حاملين أمتعة وفرشات من منطقتي البريج والشهداء وسط القطاع، حيث قال الجيش إنه سيتدخل “بقوة”.

وفي الجنوب، أعلن الجيش أنه يواصل “عملياته محددة الأهداف” في رفح وخان يونس، مضيفا أن غاراته الجوية استهدفت “35 هدفا إرهابيا” خلال 24 ساعة في أنحاء القطاع.

وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني قد أعلن في العاشر من الشهر الجاري أن “14% فقط من المناطق في غزة لا تخضع حاليا لأوامر الإخلاء”.

وقال لازاريني الأحد “كل يوم، تصدر السلطات الإسرائيلية هذه الأوامر لإجبار الناس على الفرار”، متهما إسرائيل بالتسبب في “دمار وذعر”.

بدأت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بهجوم لقوات تابعة لحماس تسللت من غزة إلى جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصا تم اختطافهم، لا يزال 111 محتجزين في غزة، وقتل منهم 39، بحسب الجيش.

ردا على ذلك، توعدت إسرائيل بتدمير حماس، وشنّ جيشها هجوما خلف حتى الآن 39363 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، من بينهم 39 على الأقل خلال 24 ساعة حتى صباح الاثنين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.

وبعد أشهر من المفاوضات غير المباشرة غير الناجحة بشأن هدنة مرتبطة بالإفراج عن رهائن، انعقد الأحد في روما اجتماع لممثلي الدول الوسيطة مع رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع.

وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن المفاوضات “ستستمر في الأيام المقبلة”.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author