بغداد/المسلة: بدأ العراق في اتخاذ خطوات جادة نحو تحسين بنيته التحتية للطاقة من خلال التحول إلى الطاقة الشمسية في المباني الحكومية الرئيسية في العاصمة بغداد. هذا التحول يهدف إلى معالجة أزمة الطاقة المزمنة التي يعاني منها البلد والتقليل من الانبعاثات الضارة الناجمة عن مولدات ومحطات الكهرباء التقليدية.
وأوضح أمانج الهركي، عضو لجنة الطاقة في البرلمان، أن 546 مبنى حكومياً سيتم تحويلها للعمل بالطاقة الشمسية. من بين هذه المباني مبنى مجلس النواب والقصر الحكومي. هذا المشروع يأتي بعد تخصيص نحو 90 مليار دينار (حوالي 68 مليون دولار) لهذا الغرض، وهو جزء من خطة أكبر تعتمد على الطاقة المتجددة لتعزيز الاستدامة البيئية في العراق.
إعفاءات جمركية لتشجيع التحول
لتشجيع المزيد من الشركات والمؤسسات على التحول إلى الطاقة الشمسية، طلب البرلمان إعفاء الألواح الشمسية وكل ما يتصل بها من الرسوم الجمركية.
هذا الإجراء يهدف إلى تقليل تكاليف الانتقال إلى الطاقة الشمسية، مما يجعلها خياراً أكثر جاذبية للمصانع والمنشآت التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء.
تنفيذ المشروع
من المقرر أن تنفذ شركات القطاع الخاص هذا المشروع بإشراف حكومي، مما يضمن تحقيق معايير الجودة والكفاءة. يأتي هذا بعد موافقة الحكومة العراقية في منتصف أكتوبر 2023 على مشروع بقيمة 90 مليار دينار لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في المباني الحكومية.
ورغم أن العراق يعد من أكبر منتجي النفط في العالم، إلا أنه يعاني من نقص كبير في الكهرباء، مما يدفع العديد من المواطنين للاعتماد على مولدات خاصة تسبب تلوثاً بيئياً كبيراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن البنية التحتية الكهربائية المتهالكة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي يزيدان من تفاقم الأزمة.
ومقارنة بدول أخرى في المنطقة، يتأخر العراق في تبني حلول الطاقة النظيفة والمتجددة. دول مثل الإمارات والسعودية قد حققت خطوات كبيرة في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية، مما جعلها نماذج يحتذى بها في هذا المجال. تأخر العراق يمكن أن يعزى إلى العديد من العوامل، بما في ذلك الأوضاع الأمنية غير المستقرة، الفساد الإداري، ونقص الاستثمارات في هذا القطاع.
أهمية التحول إلى الطاقة الشمسية
التحول إلى الطاقة الشمسية يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في حل مشكلة الكهرباء في العراق. الطاقة الشمسية توفر حلاً مستداماً وصديقاً للبيئة، يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من الانبعاثات الضارة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمشاريع الطاقة الشمسية أن تخلق فرص عمل جديدة وتعزز الاقتصاد المحلي.
شهادات
يعبّر المواطن العراقي علي أحمد عن تفاؤله قائلاً: “نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات. الكهرباء تنقطع باستمرار ومولدات الديزل تسبب لنا مشاكل صحية. الطاقة الشمسية قد تكون الحل الذي ننتظره منذ سنوات”.
من جانبها، تقول سارة عبد الله، وهي معلمة في بغداد: “من الضروري أن نواكب التطورات العالمية في مجال الطاقة. العراق يمتلك الكثير من الإمكانيات ليصبح رائداً في مجال الطاقة الشمسية”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
البطالة القانونية: عندما تتحول العدالة إلى أزمة مهنية
دعوات الى تشريع يخفض رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان المقبل
الصحة: لا وجود لمتحور جديد لفايروس كورونا في العراق