بغداد/المسلة: أعلن جهاز الأمن الوطني عن الإطاحة بتاجري مخدرات كانا يستهدفان جامعة حكومية في محافظة نينوى، حيث تم ضبط أكثر من 22 كغم من حبوب الكبتاغون.
وأوضح بيان صادر عن الأمن الوطني أن التاجرين كانا يخططان لتوزيع هذه الحبوب في إحدى الجامعات الحكومية تزامناً مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وهو ما يشير إلى محاولة خطيرة من قبل تجار المخدرات لاختراق الفئة الطلابية.
واستهداف طلاب الجامعات والجيل الجديد يعد أحد أخطر التهديدات التي تواجه المجتمع العراقي في الوقت الراهن.، إذ تعد هذه الفئة الأكثر عرضة للاستغلال من قبل العصابات الإجرامية، حيث يمثل الشباب في مرحلة الجامعة طاقة المجتمع ومستقبله.
وقال الدكتور أحمد العلي، الباحث الاجتماعي المتخصص في قضايا الشباب والإدمان، إن “استهداف الطلاب الجامعيين من قبل تجار المخدرات يشكل تهديداً مباشراً لمستقبل المجتمع. فالشباب في هذه المرحلة يمرون بتحديات نفسية واجتماعية تجعلهم عرضة للتأثير السلبي من قبل المحيطين بهم، فيما المخدرات ليست فقط وسيلة للإدمان بل هي وسيلة لتدمير القدرات الفكرية والإبداعية لدى الشباب، مما يؤدي إلى تراجع الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء في بناء مستقبل البلاد. نحن بحاجة إلى تكثيف التوعية والبرامج الوقائية التي تحمي هذه الفئة”.
وغالباً ما يلجأ تجار المخدرات لاستهدافهم لعدة أسباب، أهمها أن هذه الفئة تعيش ضغوطات نفسية واجتماعية كبيرة تجعلهم أكثر عرضة للانجرار وراء المخدرات، سواء بدافع التجربة أو بسبب ضغوط الأقران.
ويأتي هذا الاستهداف في وقت يتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، ما يضيف أبعاداً أخرى للقلق، حيث يزداد تجمع الطلاب في الجامعات والأماكن العامة مما يسهل على المروجين الوصول إليهم.
الظاهرة لا تقتصر على العراق فقط بل تعتبر مشكلة عالمية، حيث يسعى تجار المخدرات لاستغلال التجمعات الشبابية في المؤسسات التعليمية لترويج بضاعتهم.
من جانبه، أعرب الدكتور سامي الخفاجي، أستاذ علم النفس، عن قلقه إزاء هذا النوع من الاستهداف قائلاً: “إن محاولة نشر المخدرات في الحرم الجامعي أمر مقلق للغاية. الطلاب يمثلون شريحة مهمة من المجتمع، وإذا تأثروا بالمخدرات فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على مستواهم الأكاديمي ومستقبلهم المهني”.
وتستغل هذه العصابات الضعف النفسي لبعض الطلاب الذين يبحثون عن طرق للهروب من الواقع أو التعامل مع ضغوط الحياة الجامعية، وتقدم لهم المخدرات على أنها وسيلة للشعور بالراحة أو التجربة الجديدة.
وقال ليث حسين، طالب في جامعة بغداد : “نحن كطلاب نشعر بالقلق من هذه المحاولات المتكررة لاستهدافنا. نعلم أن البعض قد يقع ضحية للضغوط الاجتماعية أو الفضول، لكننا بحاجة إلى دعم أكبر من الجامعات لتقديم برامج توعية مستمرة حول مخاطر المخدرات. كما نحتاج إلى بيئة آمنة داخل الحرم الجامعي تحمينا من مثل هذه التهديدات”.
وتتطلب هذه الظاهرة استجابة قوية من قبل السلطات الأمنية والمؤسسات التعليمية على حد سواء.
ولا يمكن الاكتفاء بالضبطيات الأمنية فقط، بل يجب أن يترافق ذلك مع حملات توعية شاملة داخل الجامعات تستهدف الطلاب وتوضح لهم مخاطر المخدرات وتأثيراتها المدمرة على الصحة والحياة الاجتماعية. كما ينبغي تعزيز الرقابة الأمنية على محيط الجامعات والأماكن التي يتجمع فيها الشباب، لضمان عدم تمكين المروجين من الوصول إلى هذه الفئة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
العراق وهولندا يؤكدان عدم إفساح المجال للإرهاب لاستغلال الأحداث بسوريا
منتخبنا الوطني يتغلب على نظيره اليمني في خليجي 26
انتحار شاب في كربلاء