بغداد/المسلة: اجتياح لبنان مرة أخرى بات حدثاً معتاداً في ظل صمت عالمي يكاد يكون مطبقاً على ما يجري من اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوبي لبنان.
و بينما يصعد التوتر على الحدود، يبدو أن الأصوات الدولية تغيب أو تكتفي بالتصريحات الدبلوماسية المعتادة، دون أي تأثير فعلي على مسار الأحداث أو رغبة حقيقية في إيقاف التصعيد.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده يخوضون معارك عنيفة مع مقاتلي حزب الله في جنوبي لبنان، في حين أكد الحزب أنه استهدف “تحركات لجنود العدو” في موقع المطلة بقذائف المدفعية، وحقق إصابات مباشرة. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة على موقع “إكس” أن معاركا عنيفة تدور في جنوبي لبنان، داعيا “السكان لعدم التحرك بالمركبات من الشمال إلى جنوب نهر الليطاني حتى إشعار آخر”.
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن الجيش الإسرائيلي “يخوض حالياً قتالاً في ظروف ليست سهلة بجنوب لبنان”، مضيفاً أن “هذا هو الوقت المناسب لهزيمة حزب الله وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم”. وكان جيش الاحتلال قد أفاد بأن قوات الفرقة 98 بلواءي الكوماندوز والمظليين واللواء 7 المدرع هي التي تشارك في عملية لبنان.
و يبدو الصمت العربي والإسلامي أمام ما يحدث في لبنان مستمراً ومثيراً للاستغراب. يعود هذا الصمت إلى عدة أسباب، أولها هو انشغال العديد من الدول العربية بأزماتها الداخلية؛ فقد أصبحت الصراعات الداخلية في العديد من الدول مثل سوريا، وليبيا والعراق تشكل أولوية قصوى، مما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالقضايا الإقليمية الأخرى مثل لبنان. بالإضافة إلى ذلك، هناك تغيير في التحالفات الإقليمية؛ حيث أبدت بعض الدول العربية مؤخراً انفتاحاً على العلاقات مع إسرائيل، وهو ما جعلها أقل حماسةً لإدانة أفعالها العسكرية ضد لبنان.
أما بالنسبة للصمت العالمي، فيمكن تفسيره بأنه نتيجة لحسابات دولية معقدة تتعلق بالتوازنات الجيوسياسية والمصالح الاقتصادية.
والعديد من الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تفضل الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع إسرائيل ولا ترغب في التدخل بشكل فعال ضدها. علاوة على ذلك، تبدو العديد من القوى الغربية غير مهتمة بتصعيد إضافي في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الحالية مع روسيا والصين وأزمات الطاقة.
في السياق الإسلامي، يمكن الإشارة إلى وجود تباين في المواقف بين الدول الإسلامية. بعض الدول لديها موقف معلن بالوقوف ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا الموقف يبقى في إطار التصريحات الإعلامية ولا يتحول إلى خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع، ويعكس هذا التباين غياب استراتيجية موحدة أو تعاون جاد بين الدول الإسلامية.
و الصمت العربي والإسلامي والعالمي يمثل دعماً غير مباشر للتصعيد الإسرائيلي في لبنان. فغياب ردود الفعل القوية والمواقف الواضحة يشجع إسرائيل على المضي قدماً في عملياتها العسكرية دون خوف من العواقب الدولية. هذا الصمت يعكس ضعفاً في النظام الدولي وعدم فعاليته في التعامل مع النزاعات، وخاصة تلك المتعلقة بإسرائيل التي طالما حظيت بدعم سياسي ودبلوماسي غربي قوي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
دعوات لإيقاف صفقة تاليس مع وزارة الداخلية بعد تصريحات الدعم الفرنسية للكيان
مخطط لتغيير موازين القوى في المنطقة
الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى