بغداد/المسلة: تتجه الأنظار في العراق نحو ملف حساس يحمل تداعيات أمنية وإنسانية واجتماعية مع وصول دفعات جديدة من العائلات العراقية النازحة من مخيم الهول في سوريا.
والإعلان عن قرب عودة أكثر من 150 عائلة، معظمهم من النساء والأطفال، يعكس مساعي بغداد لإغلاق هذا الملف الشائك في ظل مستجدات إقليمية متسارعة.
و ستخضع العائلات العائدة لدورات وبرامج تأهيل اجتماعي ونفسي لمدة ستة أشهر قبل عودتها إلى مناطقها الأصلية.
وهذه الخطوة تهدف إلى معالجة التداعيات النفسية والاجتماعية الناجمة عن سنوات من العيش في بيئة المخيم القاسية، فضلاً عن احتواء أي تهديدات محتملة قد تتصل بعوامل التطرف أو الانعزال المجتمعي.
ويرى مراقبون أن العراق يسعى لتطبيق استراتيجية طويلة الأمد لإعادة دمج هؤلاء المواطنين، مع تأكيدات بأن إعادة التأهيل تشمل برامج تعليمية وتوعوية تهدف إلى تفكيك أي رواسب أيديولوجية ناتجة عن العيش في ظروف مخيم الهول، الذي يضم خليطاً من النازحين وعائلات عناصر تنظيم “داعش”.
و عودة العائلات العراقية تأتي بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي نقطة تحول كبرى في المشهد الإقليمي. بغداد تجد نفسها أمام واقع جديد، حيث لم تعد لغة التصعيد حاضرة كما كانت، بل حلت محلها لغة تدعو للتعايش مع السلطة الجديدة في دمشق. هذا التحول قد يفرض على العراق إعادة صياغة علاقاته مع سوريا بما يخدم الاستقرار الأمني على الحدود، ويفتح المجال أمام تنسيق أمني وسياسي أكثر فعالية.
و حرص العراق على إنهاء ملف مخيم الهول يعكس إدراكاً متزايداً للخطر الأمني الذي يشكله استمرار وجود المخيم. ومع بدء عودة النازحين، ظهرت إشارات على سحب تدريجي للفصائل المسلحة المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، مما يعزز الآمال في تهدئة الأوضاع الأمنية.
هذا السحب التدريجي يعكس تحولاً في الأولويات الإقليمية، حيث بات التركيز ينصب على خلق بيئة مستقرة تسمح بعودة الحياة الطبيعية للمناطق الحدودية، مع الإبقاء على دور أمني فاعل لمواجهة أي تهديدات محتملة من جيوب تنظيم “داعش”.
لكن هذه الجهود تأتي مع تحديات لا يمكن إغفالها، أبرزها ضمان نجاح برامج التأهيل واحتواء أي تداعيات أمنية محتملة لعودة العائلات. كما أن العلاقة مع السلطة الجديدة في دمشق تفتح الباب أمام ملفات شائكة تتعلق بالتنسيق الأمني وإعادة إعمار المناطق المتضررة.
في المقابل، تشكل هذه التحولات فرصة لتعزيز الاستقرار الداخلي للعراق وإظهار قدرته على معالجة ملفات شديدة التعقيد.
ومع خطوات إعادة النازحين، يتضح أن بغداد تسعى لإرسال رسائل طمأنة للمجتمع الدولي بأنها قادرة على احتواء تداعيات الملف الإنساني والأمني المرتبط بمخيم الهول.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
العراق بعد رحيل الأسد: رغبة في الحياد لكن الأحداث تفرض خيارات صعبة
مستشار حكومي: معدل نمو الناتج المحلي غير النفطي خلال 2024 غير مسبوق
فضيحة كهرباء كربلاء: توقيف مديرين وموظفين بتهمة الاستيلاء على المال العام