المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العراق على صفيح ساخن

15 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة:

محمد حسن الساعدي

مع التصاعد اللافت في درجات الحرارة، زادت حدة الأزمة السياسية في البلاد إلى مستوى أكثر خطورة مما كانت عليه، حيث أصبح النظام السياسي الديمقراطي “الهش” أمام تحدي أكبر في الصراع بين المتنافسين على السلطة.

الصراع الدائر بين القوى السياسية, شابته كثير من المخاطر, والتي ربما ستؤدي إلى اندلاع العنف وتهديد السلم الأهلي والمجتمعي، إلى جانب التهديد المبطن لأساسيات الدولة ومؤسساتها الدستورية، وبما يعزز فرضية “بيان رقم 1”.. لذلك ربما المؤشرات على الأرض تتجه نحو إجراء انتخابات مبكرة، ولكنها في نفس الوقت تثير غضب الشارع العراقي, الذي ينتظر من الحكومة التي أنتجتها إنتخابات تشرين الماضية, أن تكون على قدر المسؤولية في توفير الخدمات, ومعالجة المشاكل في البلاد، بالإضافة إلى إنخفاض مستوى المشاركة, مما يؤثر سلباً على شرعية النظام السياسي في البلاد.

المراقب للصراع السياسي يجد إنه يمكن أنه يمكن يكون سبباً موجباً لانتهاء مبدأ “تقاسم السلطة” والانتقال إلى مرحلة أكثر قوة وهي “الأغلبية” بمختلف مسمياتها،وربما ستظهر لنا خارطة جديدة للواقع السياسي.

الأمر المهم أن الأزمة الحالية هي دليل واقعي على, وصول القوى السياسية الشيعية حالة عدم رغبة في العمل والتوافق بينها، وانتهاء العقد السياسي بينها.. وبذلك صار من الضروري لهذه القوى, أن تسعى إلى تكثيف جهودها ليجاد قواعد للعمل السياسي بأسلوب ” الحلفاء” بعيداً عن المسميات المذهبية والطائفية, وبما يعزز مفهوم”الكتلة الأكبر” لأنه لم يظهر لنا منتصر حقيقي من هذا الصراع الدائر، بل أضاعت الأزمة الحالية الجهود والوقت, في مواجهة العراق للأزمات الكبيرة والخطيرة التي تعصف به, وأهمها أزمة المياه والمناخ، وخرق السيادة العراقية المتكرر من قبل جيرانه.

النتيجة التي يمكن الخلوص إليها هي, أن خيارتانا محدودة.. فأما أن تتوصل الأطراف المتنازعة إلى أتفاق, يحفظ وجودهم السياسي من خلال المفاوضات السياسية، والتي ربما يتوصل فيها أطراف الصراع, إلى إتفاق في تشكيل الحكومة المقبلة، أو استمرار الجمود السياسي والذي يمكن أن يتحول إلى عنف في أي لحظة.

أن ظهور الخلافات إلى العلن يهدد بالمواجهة المسلحة، وربما سيؤدي بالبلاد إلى التخندق السياسي، وذهاب الإجماع الشيعي الضامن للنظام، وربما يكون للساحة العراقية تأثير سلبي على المشهد الإقليمي، لذلك فليس من مصلحة احد إن يدخل العراق نفق الاقتتال، وعلى الجميع إن يكون مؤثراً في تغيير القناعات، والرضوخ إلى إرادة العقل، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيقة, والتي جعلت البلاد ساحة حرب أكثر من مرة .

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.