بغداد/المسلة: في مشاهد تقشعر لها الأبدان، تداول العراقيون صوراً لنهر دجلة وقد انحسرت مياهه حتى كشفت أرض قاعه، في مشهد ينذر بكارثة بيئية وإنسانية غير مسبوقة.
النهر العظيم، الذي كان يوماً شريان الحياة للحضارات، يبدو اليوم كروح تتلاشى تحت وطأة الجفاف المرعب.
وليس دجلة وحده، بل أنهار فرعية في مناطق متفرقة من العراق جفت بالكامل، تاركةً وراءها أراضٍ قاحلة وقلوباً مثقلة باليأس.
و في جنوب العراق، تحولت الأهوار، تلك الجنة المائية التي كانت تُغذي الحياة والتراث، إلى مقابر ترابية.
مقاطع فيديو مرعبة وثّقها سكان المنطقة تُظهر فلاحين يهجرون أراضيهم، محمّلين بأحزانهم، بحثاً عن ملاذ بعيد عن شبح الجفاف. هذه الأزمة، التي بدأت تلوح في الأفق منذ سنوات، لم تجد بعد حلاً يوقف نزيف المياه.
الحكومة العراقية، عبر مستشاريها، حاولت التخفيف من حدة الكارثة، معتبرةً أن الشحة المائية “أزمة إقليمية” وليست عراقية خالصة.
لكن هذه التبريرات تبدو كمحاولة يائسة لإخفاء عجز السياسات المائية.
و قبل سنة ونصف، أُعلن عن توقيع مذكرة تفاهم مع تركيا لضمان حصة مائية عادلة، لكن النتائج ظلت حبراً على ورق. زيارات متكررة لمسؤولين وسياسيين إلى أنقرة حملت وعوداً جوفاء، بينما يستمر نهر دجلة في الاحتضار.
و مع استمرار تراجع منسوب المياه، يواجه العراق تهديداً وجودياً ينذر بتفاقم الهجرة الداخلية، وانهيار الزراعة، وتدهور الأمن الغذائي. فيما العالم يراقب بصمت، بينما يصرخ العراقيون: أين المياه؟,
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

أخبار ذات علاقة
طقس العراق.. أمطار رعدية وتباين في درجات الحرارة
المفوضية تحدّد آلية منح مقعد المرشح المستبعد
الاتحاد الدولي: العراق حقق قفزة في سرعة عبور التجارة الدولية البرية