المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العراق يحتاج الى التسويات لتفادي السيناريو الأسوأ في عودة المواجهات

العراق يحتاج الى التسويات لتفادي السيناريو الأسوأ في عودة المواجهات

1 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة: انسحب أنصار مقتدى الصدر الثلاثاء من المنطقة الخضراء في بغداد بعد أن أمهلهم زعيمهم ستين دقيقة لوقف كل الاحتجاجات، مندّدا باستخدامهم العنف بعد مواجهات داخل المنطقة الخضراء أسفرت عن مقتل 23 منهم خلال 24 ساعة.

لكن احتمال عودة المواجهات المسلحة مجدداً في الشوراع يبقى أمراً وارداً، اذا غابت التسويات لتفادي السيناريو الأسوأ.

وفور بدء الانسحاب، أعلن الجيش رفع حظر التجوّل الذي أعلنه الاثنين في البلاد الغارقة في أزمة حادة سياسية واقتصادية منذ الانتخابات النيابية التي جرت في 21 تشرين الاول/أكتوبر 2021.

بدأت المواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية الاثنين بعد نزول أنصار الصدر الى الشوارع غاضبين، إثر إعلانه اعتزاله السياسة نهائيا، وتلت ذلك فوضى عارمة تطورت الى اشتباكات.

وقال الصدر في مؤتمر صحافي عقده في النجف: إذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال ستين دقيقة من كل مكان، حتى من الاعتصام، أنا أبرأ منهم … بغض النظر من كان البادئ أمس، أمشي مطأطأ الرأس وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث.

وأضاف: أنا أنتقد ثورة التيار الصدري… بئس الثورة هذه… بغض النظر عمن هو البادئ، هذه الثورة ما دام شابها العنف، ليست بثورة.

فور انتهاء ندائه، بدأ أنصاره ينسحبون من المنطقة الخضراء في العاصمة التي تضمّ المؤسسات الرسمية والسفارات وتعتبر محصنة أمنيا وسكت صوت السلاح.

وقتل خلال المواجهات في المنطقة الخضراء 23 شخص وجرح 380 آخرون، وفق مصدر طبي.

وندّد الإطار التنسيقي بمهاجمةِ عناوين الدولةِ المختلفة، بما فيها مجلس القضاء والقصر الحكومي ومقر مجلس الوزراء وغيره، وتعطيل ومهاجمة مؤسساتِ الدولةِ، في إشارة الى اقتحام أنصار الصدر هذه المؤسسات في مناطق مختلفة.

وأكد الوقوف مع الدولة ومؤسساتها، ودعا جميع الفعاليات دينيةً وسياسيةً واجتماعيةً الى التدخلِ والمبادرة من أجل درءِ الفتنة، وتغليب لغة العقلِ والحوار، وتجنيب البلد مزيداً من الفوضى وإراقة الدماء.

ودعا التيارِ الصدري الى العودةِ الى طاولةِ الحوار والعمل مع اخوانهم من أجل الوصول الى تفاهماتٍ مشتركة.

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة الى ضبط النفس.

يشهد العراق أزمة سياسية حادة منذ انتخابات 2021 بعد فشل أقطاب السياسة العراقية في الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة، كما فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد.

ويلتقي مقتدى الصدر والإطار التنسيقي على أن حل الأزمة يكمن في تنظيم انتخابات جديدة. لكن الصدر يريد حل البرلمان قبل كل شيء، بينما يريد أنصاره تشكيل حكومة أولا.

وتصدّر التيار الصدري نتائج الانتخابات الأخيرة ليشغل 73 مقعدا (من 329 هو مجموع مقاعد البرلمان)، لكن لم تكن لديه غالبية تمكنه من تشكيل حكومة، وبسبب الفشل في الاتفاق على صيغة حكومية، أعلن الصدر في حزيران/يونيو استقالة نوابه من البرلمان.

اعتزال السياسة

وغالبا ما يعلن الصدر  مواقف مفاجئة يعود ويتراجع عنها أحيانا، وهو لم يتوقف عن التصعيد في الأسابيع الأخيرة فقد خيم أنصاره خارج البرلمان وأغلقوا لفترة وجيزة المنافذ إلى مجلس القضاء الأعلى.

وقال الصدر في بيان مقتضب الاثنين: إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي للعمل السياسي، كما أعلن إغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري باستثناء المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر.

وردا على سؤال طرح عليه خلال المؤتمر الصحافي عما سيحصل لاحقا، رفض الصدر الرد قائلا إنه لا يتعاطى السياسة.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author