بغداد/المسلة:
حيدر السيد حسين الياسري
لم تتاخر روسيا في الرد على الادعاءات الاوكرانية بالنصر على القوات الروسية في خاركيف طويلا حتى جاء قرار الاستفتاء والمعروفة نتائجه سلفا بالانضمام الى روسيا ،الكثير يشبهون هذا التصرف الروسي بالتصرف الالماني قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
فالظروف الحالية مختلفة تماما عما في السابق ،حيث الردع النووي متوازن بين طرفي النزاع الحقيقين ،واعني القوتين العظميين روسيا وامريكا اما باقي الدول فهم مجرد منفذين لارادة القوتين العظميين روسيا وامريكا وخاصة الدول الغربية.
لذلك فان هذا الاستفتاء وضم الاراضي المستقطعة من اوكرانيا في ما بعد هو الاعلان عن نهاية مبدا سيادة الدول وكذلك بداية الصراعات القومية وحتى العقائدية ليس في القارة الاوروبية فحسب بل في اغلب دول العالم.
عندها سيترتب على ذلك امور خطيرة اهما انتهاء دور الامم المتحدة وضعف قبضة مجلس الامن الدولي وخاصة امتياز حق النقض الفيتو وهذا ما استشعرته الولايات المتحدة مسبقا وعادت لتفعل الطلب الالماني والياباني والذي كانت تعارضه مسبقا للانضمام لمجلس الامن لكسب حلفاء جدد في مجلس الامن الامر الذي سيخدم مصالح امريكا استعدادا للمرحلة القادمة الا ان هذا الطلب جوبه بالرفض من قبل الصين وروسيا.
ولكن وعلى مايبدوا فان الامور وصلت الى مرحلة اللاعودة وقيام روسيا بوضع امريكا والغرب عموما امام الامر الواقع من خلال قرار الاستفتاء ولاحقا ضم الشرق الاوكراني واعلان التعبئة الجزئية للقوات المسلحة الروسية.
وهذا القرار الروسي في حالة نجاحه هو اجراء قد ينتهي بوضع الغرب في الزاوية ولما له من تداعيات على الداخل الغربي ،ولكن الخطورة تكمن فيما بعد تنفيذ الاجراءات الروسية الاخيرة ونجاحها طبعا ،والذي يعد قدح الشرارة الاولى في انبعاث الصراعات الحدودية المؤجلة في الدول الغربية على المستوى القريب عندها تكون روسيا قد كسبت الارض والنفوذ في حاله واحدة اذا صمت الغرب امام الامر الواقع الجديد عندها تكون الخسائر محدودة ولكن اذا استنفر الغرب وخاصة الولايات المتحدة وبدا بالدخول المباشر في الصراع عندها تكون الكارثة اوسع.
نستنتج من ذلك من ان الاستراتيجيون الروس مدركين تماما ابن تقع نقاط ضعف الاوربيين حيث سيكون قرار الاستفتاء والضم لاحقا بمثابة مثال يحتذى به من قبل القوميين في اوروبا وخاصة في الدول الكبيرة بحيث يمهد لصعود اليمين المتطرف في اغلب تلك الدول الى الحكم وبالتالي تكون روسيا قد نجحت في وضع شرخ في خط الدفاع الاول عن امريكا وقدح الشرارة الاولى للصراعات فيي القارة والعالم عندها يقول الجميع مرحبا بالفوضى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
المالكي: نحذر من تحركات بقايا داعش والخلايا النائمة للبعث
الحرس الثوري الإيراني يدعو إلى “التكيف مع الوقائع” الجديدة في سوريا
البنتاغون ينفي تحليق مسيرات إيرانية في أجواء نيوجيرسي