المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بين الزلزال القدر وأسرار الخبر

بين الزلزال القدر وأسرار الخبر

12 فبراير، 2023

بغداد/المسلة:

منهل عبد الأمير المرشدي

شهد العالم أجمع ما تعرضت له تركيا وسوريا من زلزال بدرجاته الثمانية فاق كل ما مّر بالمعمورة من أقدار قبل مئة عام . مدن كاملة وقرى صارت في خبر كان . الجنوب التركي بالكامل صار حكاية حاضرة من المأساة وآيات ودروس وعبر لمن يعتبر ويقرإ ويعقل ويبصر ولكن هل هناك من متعظ ؟ الشمال السوري والمأساة ذات المأساة والأوجاع تزداد أنينا والمشهد يتسع للرعب والكابوس حاضر في عيون من كانوا فوق الأرض كما هو قدر وحكاية واسرار لا يعلمها الا الله لمن هم تحت الأرض . اسبوع كامل مضى واصوات الأنين وإيحاءات الأمل وفرحة الباحثين عن الحياة بصرخة آه او همسة ألم او تمتة لوجع أمرأة كبيرة او طفل لم ير من الحياة شيء بعد . كلها تتلاشى وتلاشت . كلها تنقطع عن صدى السمع وانقطعت. كلها تسلّم أمرها لمن شاء وفعل وقدّر وأمر وسلمت وانتهت فماذا بعد . وهل هناك من يتعظ ؟ نعلم ونعرف وندري إن هناك الآلاف من الفقراء والمهجرين والمظلومين ممن سلم امانته ومات تحت الأنقاض . نعلم وندري ونعرف إن هناك الكثير من المؤمنين والصالحين والأبرياء في ساحة الله وعباده ممن صارت بيوتهم قبورهم وباتوا اخبار من زمن مضى . نعلم كل ذلك ونعلم ما هو أدهى وأمر . المثل الشعبي يقول ( الخير يخص والشر يعّم ) وجاء في الكتاب الحكيم . (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ذلك أمر بين يدي الله وعلمه لا ادري ان كان جزاء من يسكت عن الظالم بحكم الظالم او من يمشي مع الفاسد بحكم الفاسد والله اعلم ؟؟؟ ولكن ماذا بعد ..للزلزال صوت ودروس وعبر .. أنفة الإنسان وغروره وجبروت البعض وطغيان الطواغيت لا يمثل شيئا امام جبروت الخالق وما تخفي الأقدار ويبقى الإنسان هزيلا ضعيفا عاجزا امام قضاء الله وقدره وقد جاء في القران الكريم ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا .) ولكن هل هناك من يتعظ ؟ . قدرة الله ومشيئته ان يخرج المنقذون اطفال بعمر الشهور احياء بعد خمسة أيام قضوها تحت الأنقاض في عالم الظلمة .. سبحان الله العظيم . ولكن هل هناك من يتعظ ؟ الهابطون والسيئون والتافهون والفاسدون من اصحاب المحتوى الهابط والسيء وارباب الفساد ممن سرقوا اموال الشعوب وخانوا الأمانة ونكثوا العهد ولكن هل هناك من يتعظ ؟ اصحاب النفوس الفاجرة والقلوب المريضة والعقول المأزومة .. هل يعودون الى ذواتهم هل يتذكرون الله الذي نسوه في اقوالهم واعمالهم ومفردات حياتهم (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ولكن هل هناك من يتعظ ؟ عالم النفاق والمنافقين من الطواغيت الذين هبّوا بالمساعدات وفرق الإنقاذ الى تركيا من دون ان يكون للمتضرين في سوريا من ذكر ولا سهم في قوائم الإنسانية الزائفة ولكن هل هناك من يتعظ ؟ دول عربية صرفت على بطولة كرة القدم عشرات المليارات من الدولارات وأخرى اشترت لاعبا لأحدى نواديها بمئات الملايين من الدولارات لم ترسل دينار واحد لمساعدة الشعب السوري في هذه الكارثة .. وهل هناك من يتعظ ؟ انسانية امريكا واوربا واعراب النجاسة والنفاق تتحرك حسب المزاج ومشيئة الشيطان . وهل هناك من يتعظ ؟؟ اخيرا وليس آخرا وفي الجانب الآخر مئات الشاحانات من ارتال الحشد الشعبي في العراق توجهت الى الأراضي السورية لتنقذ من تستطيع وتساعد من يحتاج في المؤونة والدواء والطعام ومثلها ارتال تحركت بتوديع معتمد المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي من كربلاء ولكن لو قلبت وسائل اعلام الاعراب والأغراب لا ذكر لهم ولا هم يحزنون وهل هناك من يتعظ ؟ بقي أن اقول أن الزلزال مأساة بكل ما تعنيه الكلمة وكارثة هزت مشاعرنا وابكت عيوننا واحزنت قلوبنا ولا نملك الا ان ندعوا الله عز وجل ان يلطف بعباده ويرحم الأحياء والأموات برحمته التي وسعت كل شيء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . بسم الله الرحمن الرحيم . إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) . صدق الله العلي العظيم.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.