المسلة

المسلة الحدث كما حدث

نظرة فاحصة.. العراقيون يرون أن بلادهم في مأمن من سيناريو ما يحدث في الخرطوم

نظرة فاحصة.. العراقيون يرون أن بلادهم في مأمن من سيناريو ما يحدث في الخرطوم

21 أبريل، 2023

بغداد/المسلة الحدث: يثير الصراع الدائر في السودان قلق الدول المجاورة والولايات المتحدة وبلدان أخرى لأسباب تمتد من القلق بشأن المياه المشتركة وخطوط أنابيب النفط إلى شكل الحكومة الجديدة وأزمة إنسانية جديدة تلوح في الأفق.

والصراعات ليست وافدا جديدا على الكثير من الدول العربية والشرق أوسطية، لكن القتال في السودان هذه المرة يمزق عاصمة الدولة الواقعة في منطقة غير مستقرة على تخوم البحر الأحمر ومنطقتي الساحل والقرن الأفريقي.

وشهدت خمس من سبع دول مجاورة للسودان، وهي إثيوبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وجنوب السودان، اضطرابات سياسية أو صراعات في السنوات القليلة الماضية.

وامتدت اضطرابات مماثلة في السنوات القريبة الماضية الى سوريا وليبيا واليمن والعراق

وأدى القتال الذي اندلع في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل نيسان إلى تقويض خطة مدعومة دوليا للانتقال إلى الحكم المدني بعد الإطاحة في عام 2019 بالرئيس عمر البشير الذي تولى هو نفسه السلطة في انقلاب عام 1989.

ويدور الصراع بين رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وبين القائد الثري لقوات الدعم السريع غير النظامية الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، وهو أيضا نائب البرهان في مجلس السيادة.

ومصر الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان والتي تمتلك جيشا قويا، لها تاريخ مشترك مع السودان في السياسة والتجارة والثقافة ومياه النيل المشتركة. وتشعر القاهرة بالقلق من الاضطرابات السياسية في الدولة الواقعة على حدودها الجنوبية.

وتشعر مصر والسودان اللتان تعتمدان على نهر النيل كمصدر للمياه العذبة، بالقلق من التهديدات التي تتعرض لها إمداداتهما من مشروع سد النهضة الإثيوبيي.

وفي ليبيا لعب المرتزقة ومقاتلو الميليشيات السودانيون دورا نشطا في طرفي الصراع الداخلي الذي قسم ليبيا بعد عام 2011. وعاد كثيرون من المقاتلين السودانيين إلى السودان في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تأجيج التوترات.

وأصبح السودان نقطة انطلاق وطريق عبور للمهاجرين الذين يسعون للتوجه إلى أوروبا عبر ليبيا حيث استغل المهربون الصراع والاضطرابات السياسية لمصلحتهم.

وتشعر تشاد بالقلق من امتداد الأزمة عبر الحدود .

و تسعى السعودية والإمارات منذ فترة طويلة إلى تشكيل الأحداث في السودان، واعتبرتا الانتقال من حكم البشير سبيلا لدحر نفوذ الإسلاميين وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأحداث السودان ليست بعيدة عن العراقيين الذين تابعوها، فيما يرون ان بلادهم استطاعت الى حد ما تجنب نزاع مسلح بيني كان محتمل النشوب في السنوات ما بعد العام ٢٠٠٩، وهو العام الذي اندلعت فيه تظاهرات عارمة.

ووفق متابعة المسلة لتصورات العراقيين على مواقع التواصل العراقي، فان العراقيين بدوا أقل خوفا من احتمال حرب أهلية بموجب عوامل استقرار جديدة سياسية واجتماعية واقتصادية.

ويقول المغرد محمد حسن انه على عكس السودان فان العراق تجنب مطب الحرب الاهلية، وانه يكاد ينجح الى حد ما في تعزيز الوحدة الوطنية والحوار السياسي وحل المشاكل بالطرق السلمية.

وشهد العراق حروبًا ونزاعات مسلحة كثيرة، فضلا عن الصراعات السياسية الحادة، بدءًا من الحرب الأمريكية العراقية في عام 2003، وصولاً إلى الصراع ضد تنظيم داعش في السنوات الأخيرة.

ويرصد في العراق جهود مستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن في البلد، بما في ذلك الحوار السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية، وكذلك بناء الجيش والشرطة العراقية، والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه العراق.

وتراقب إثيوبيا أيضا التطورات في ظل التوترات بشأن سد النهضة.

وأبرمت موسكو التي تسعى منذ فترة طويلة إلى توفير موانئ في مياه دافئة لقواتها البحرية، اتفاقا مع البشير على أن يستضيف السودان قاعدة بحرية وقال قادة عسكريون سودانيون إن هذا ما زال قيد المراجعة. ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2020 على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان تكون قادرة على رسو سفن تعمل بالطاقة النووية.

و شعرت الولايات المتحدة، مثل القوى الغربية الأخرى، بسعادة نتيجة التخلص من البشير الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب في أثناء الصراع في دارفور.

لكن منتقدين يقولون إن واشنطن تلكأت في دعم الانتقال نحو إجراء انتخابات. وخابت آمال السودانيين في تحقيق الديمقراطية.

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.