بغداد/المسلة الحدث: يبرز العراق في مقدمة الدول التي تسجّل فيها درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم، من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع القيظ والحرائق التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
ومنذ فترة طويلة، يواجه العراقيون تحديات عديدة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في الصيف. اذ يعتبر العراق من البلدان ذات المناخ الصحراوي الحار، وتتجاوز درجات الحرارة في الصيف غالبًا حاجز الأربعين درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) في بعض المناطق.
و تتسبب درجات الحرارة العالية في زيادة الطلب على التبريد واستخدام أجهزة التكييف، مما يؤدي إلى نقص التيار الكهربائي وانقطاع الكهرباء. وهذا يجعل الأمر صعبًا على الناس الذين يعتمدون على التبريد لمواجهة الحرارة الشديدة. و يعاني العراق من نقص في إمدادات المياه العذبة، ويزداد هذا التحدي خلال فصل الصيف بسبب التبخر السريع والاستهلاك المتزايد. تكون صعوبة الحصول على المياه الباردة والنقية تحت درجات حرارة عالية إضافية للعبء على الأسر والمجتمعات.
و يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الزراعة والإنتاج الغذائي في العراق. فالمحاصيل الزراعية والماشية تتعرض للتهديد نتيجة للظروف القاسية، ويؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى ارتفاع أسعار الغذاء ونقصه.
وعلى نطاق العالم، تشهد إيطاليا، من الشمال إلى الجنوب، موجة حارة سترتفع خلالها درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في الأيام المقبلة.
وأصدرت وزارة الصحة إشعار تنبيه أحمر يشمل السبت والأحد عددًا كبيرًا من المدن الرئيسية من روما إلى بولونيا ومن فلورنسا إلى بيسكارا مع توقع تسجيل 36-37 درجة مئوية اعتبارًا من الأحد (يشعر السكان بأنها توازي 39 درجة مئوية)، قبل الذروة المتوقعة في بداية الأسبوع المقبل.
في روما، قد ترتفع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية الاثنين ثم 42 أو 43 درجة مئوية الثلاثاء، وهذا أعلى من الدرجة القياسية السابقة البالغة 40,5 درجة مئوية التي سُجلت في العاصمة في آب/أغسطس 2007.
كما تواجه إسبانيا وشرق فرنسا وألمانيا وبولندا موجة حارة واسعة.
ففي ألمانيا، يُتوقع ارتفاع درجات الحرارة إلى 38 درجة في جزء كبير من البلاد، وفق بيان صدر عن خدمة الأرصاد الجوية السبت، كما يُتوقع هبوب عواصف رعدية شديدة في الغرب والجنوب الغربي مع خطر هبوب رياح تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة.
ومن بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، تعاني اليونان أيضًا من موجة حارة اضطُرت السلطات لليوم الثاني إلى إغلاق الأكروبوليس في أثينا خلال الساعات التي ترتفع فيها الحرارة (11،30 و17،30)، وأعلنت أن الموقع المصنف على أنه أحد مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو ويشهد إقبالًا كبيرًا سيغلق كذلك الأحد في هذه الفترة.
وفي حين تراوح درجات الحرارة المتوقعة في أثينا بين 40 و41 درجة مئوية، فإن درجة الحرارة الحقيقية التي يشعر بها الجسم … أعلى بكثير من ذلك على قمة الأكروبوليس، وفق ما صرحت به وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني الجمعة.
ونشر الصليب الأحمر اليوناني منذ الخميس فريقًا في الموقع قدم المساعدة لعشرات السياح الذين شعروا بالإعياء، ووزع أكثر من 50 ألف زجاجة من المياه. وقررت السلطات إبقاء معظم المتنزهات والمساحات الخضراء في أثينا مغلقة أيضًا السبت.
وبالمثل تقرر إغلاق قصر كنوسوس في جزيرة كريت خلال ساعات الحرارة الشديدة أمام السياح.
وفي وسط اليونان، في منطقة طيبة، ارتفعت الحرارة الجمعة إلى 44.2 درجة مئوية. وإذا كان من المتوقع أن تنخفض قليلاً اعتبارًا من الأحد، يخشى أن تضرب موجة حر جديدة اليونان اعتبارًا من الخميس، وفقًا للمرصد الوطني لأثينا.
وحذرت سلطات اليونان من ارتفاع مخاطر نشوب حرائق، خصوصا الأحد عندما تهب رياح تراوح سرعتها بين 40 و60 كلم في الساعة فوق بحر إيجه.
وتتأثر بالموجة بلدان شمال إفريقيا أيضا.. ففي المغرب، أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن موجة حر جديدة حتى الثلاثاء تراوح معها درجات الحرارة بين 37 و47 درجة مئوية في عدة ولايات.
وتتوالى موجات الحرارة في المنطقة منذ بداية الصيف مع درجات حرارة “أعلى من المتوسط” حتى آب/أغسطس.
وفي آسيا، تعاني بعض مناطق جنوب وجنوب شرق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر شديدة مع درجات حرارة بين 35-40 درجة مئوية، وفقًا للأرصاد الجوية.. وفي أجزاء من مناطق شمال غرب البلاد، يمكن أن تتجاوز بعض المدن 40 درجة مئوية.
وفي العراق، يجتاح طقس شديد الحرارة البلاد في العديد من المناطق، حيث تجاوزت أعلى درجة حرارة ببغداد والبصرة على التوالي 45 درجة مئوية.
وبلغت أعلى درجة حرارة في مدينة البصرة جنوبي العراق 48 درجة مئوية، فيما تجاوزت أعلى درجة حراراة في العاصمة بغداد 45 درجة مئوية، وتوقعت إدارة الأرصاد الجوية المحلية أن تصل درجة الحرارة إلى خمسين درجة مئوية في بغداد.
في اليابان، دعت السلطات السكان إلى توخي الحذر مع توقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية يومي الأحد والاثنين في شرق البلاد.
وفي الجهة المقابلة من العالم، اصطلت منذ الجمعة عدة مناطق أميركية يعيش فيها عشرات الملايين بلهب الشمس، من كاليفورنيا إلى تكساس.
فقد ارتفعت درجة الحرارة في فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، الجمعة فوق 43 درجة مئوية لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقًا لهيئة الأرصاد الأميركية.
وفي صحراء وادي الموت بولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء منذ الجمعة في مكافحة عدة حرائق مستعرة اجتاحت أكثر من 1214 هكتارًا وأدت إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
ويقول عالم المناخ دانييل سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، إن درجات الحرارة يمكن أن تصل في وادي الموت أو حتى تتجاوز أعلى درجات حرارة للهواء قيست على نحو موثوق على وجه الأرض وبلغت 54,4 درجة مئوية في المكان نفسه في عامي 2020 و2021، وفقًا للعديد من الخبراء.
تسبب الدخان الناجم عن الحرائق في كندا، حيث ما زال أكثر من 500 حريق خارج السيطرة، بتلوث الهواء في شمال شرق الولايات المتحدة في حزيران/يونيو.
في الأردن الخاضع لموجة من الحر تجاوزت معها الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق، يكافح رجال الإطفاء الحرائق التي نشبت في غابات عجلون في شمال البلاد.
وفي إيطاليا، أصدرت الحماية المدنية تنبيهات من اندلاع حرائق في معظم أنحاء سردينيا اعتبارًا من الأحد، وكذلك في شرق صقلية، بين ميسينا وكاتانيا.
على الصعيد العالمي، كان حزيران/يونيو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز/يوليو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ويقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تزيد من شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس، ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
رئيس المحكمة الجنائية: التخوفات من قانون العفو ليس لها أي وجود
قمة عربية في بغداد.. والقرار الصعب بشأن سورية معلق
إستراتيجية إيران القادمة بين الضغوط الامريكية والبقاء على قيد الحياة