بغداد/المسلة الحدث:
باسم محمد حبيب
قبل أيام رد أحد الأصدقاء على منشور لي دعوت فيه إلى سماع صوت تشرين قائلا : خلي تتكلم أولا حتى نسمعها.
وردا على الصديق المعقب وكل من له رأي مماثل ، أقول : من المهم إدراك أن أي فورة أو إنتفاضة أو تظاهرة ليس من الضروري أن يكون لها ناطق رسمي ، بل أن وجود ناطق رسمي لها قد يفقدها الصفة العفوية ، فتشرين خرجت في وقتها ، ضد الفساد المستشري ، وسوء الإدارة والمحاصصة ، وإهمال الإعمار والخدمات ، وحصر المناصب بالقوى الحزبية .. الخ ، إذ حازت مطالبها المعلنة على تأييد القوى الشعبية والمرجعيات الدينية والمنظمات الدولية والحقوقية وغيرها ، كما أقرت الحكومة آنذاك بشرعية هذه المطالب وأهميتها ، حتى وأن جاء ذلك تحت ضغط التظاهرات وخشية من نتائجها ، كما جرى تنفيذ بعضها ومن ذلك إستقالة الحكومة وتغيير قانون الإنتخابات ، ولعل وجود حراك إعماري في بعض المحافظات جاء تجليا لهذه التظاهرات ونتيجة من نتائجها الكبيرة ، فضلا عن شمول الآلاف بالتعيينات والذي كان بعضهم ينتظر لسنوات دون طائل ، فلولا إنتفاضة تشرين لما تم تعيينهم ، أما تثبيتهم فجاء بعد أن بات تعيينهم أمرا واقعا وليس إدراكا بحقهم.
ولأن كثير من المطالب لم تلبى بعد ، كإنهاء المحاصصة السياسية وتوزيع المناصب حتى الدنيا منها على أساس الولاءات الحزبية وليس على أساس الكفاءة والأداء الجيد، وإتخاذ الأجراءات الكفيلة بمكافحة الفساد في دوائر الدولة ومؤسساتها المختلفة ، والقبض على الفاسدين ومحاسبتهم وإستعادة ما سرقوه من الأموال ، وضمان حق جميع المحافظات من مشاريع الإعمار والخدمات التي يجب أن تخضع لخطة موحدة تشمل عموم البلد، وليس بشكل عشوائي أو تحت ضغط المساومات المرتبطة بتشكيل التحالفات السياسية وما إلى ذلك من الأمور التي تستدعي إستمرار صوت تشرين أو إستعادته ، وأن يدرك الناس أن هذا الصوت العالي الجارف الذي ضمن بعض حقوقهم وحقق كثير من مطالبهم المشروعة، كفيل بضمان حقوقهم وتلبية مطالبهم الأخرى ، فضلا عن أنه هو صمام الأمان للديمقراطية الناشئة والتي تعصف بها التحديات من كل جانب، فسماعنا لهذا الصوت وإندفاعنا معه هو طريقنا للبناء والإستقرار والحياة الكريمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
من قلب بطولة التنس .. الحكيم يدعو لاستثمار الرياضة كجسر بين الشعوب
أموال بلا أثر.. كيف يدير “اقتصاد الظل” المليارات بعيدًا عن أعين الدولة؟
الاطار التنسيقي يوضح حول “الضغوط الإيرانية” لتمرير قانون العفو العام