بغداد/المسلة الحدث: روسيا والصين تشهدان نمواً اقتصادياً متسارعاً، ويحتاجان إلى مصادر الطاقة للحفاظ على هذا النمو. والعراق يعد من أكبر منتجي النفط في العالم، وبالتالي فهو هدف جذاب لروسيا والصين.
وخلال السنوات الأخيرة، زادت روسيا والصين من استثماراتهما في قطاع النفط العراقي. ففي عام 2023، استحوذت شركة لوك أويل الروسية على حصة أغلبية في حقل غرب القرنة 2 النفطي، وهو أحد أكبر حقول النفط في العراق. كما وقعت شركة بتروتشاينا الصينية اتفاقية مع الحكومة العراقية لتطوير حقل مجنون النفطي.
وهذا يعني أن روسيا والصين أصبحتا لاعبان رئيسيان في قطاع النفط العراقي. وهما تسعيان إلى زيادة حصتهما في هذا القطاع، مما سيؤدي إلى تراجع النفوذ الأمريكي فيه.
قال تقرير بموقع أويل برايس الأميركي، إن تكثيف النشاط الروسي والصيني في حقل غرب القرنة 2 النفطي أحد أكبر حقول النفط (والغاز المصاحب) في العراق سيعزّز أنشطتهما في أماكن أخرى من البلاد، بما في ذلك حقل غرب القرنة 1 العملاق المجاور، الذي يحتوي على جزء كبير من الاحتياطيات القابلة للاستخراج المقدرة بـ 43 مليار برميل.
وأشار التقرير للكاتب سيمون واتكينز إلى أن شركة النفط والغاز الروسية العملاقة “لوك أويل” أعلنت مؤخرا عن توقيع اتفاق مع شركة نفط البصرة المملوكة للدولة في العراق لتمديد عقد الخدمات النفطية لحقل غرب القرنة 2 النفطي لمدة 10 سنوات حتى عام 2045 ومضاعفة إنتاج النفط إلى 800 ألف برميل يوميا.
وحسب التقرير فان الفترة الماضية شهدت إضافة شركة مجموعة “تشونغ مان” للنفط والغاز الطبيعي الصينية إلى القائمة الطويلة جدًا من الشركات الصينية التي تمت الموافقة عليها من قبل مديرية عقود النفط والتراخيص العراقية للقيام بالتنقيب والتطوير والتنقيب وأعمال الحفر في حقول النفط والغاز في العراق.
واعتبر تقرير أويل برايس أن الصفقات الجديدة مع كل من روسيا والصين تأتي تماشيا مع “هدف موسكو وبكين في إبقاء الغرب خارج صفقات الطاقة في العراق لتبقى بغداد أقرب إلى المحور الإيراني السعودي الجديد”، و”إنهاء الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط ليكون ذلك الفصل الحاسم في زوال الغرب النهائي”، وفق تعبير الكاتب سيمون واتكينز.
وذكر الكاتب أن الصين استخدمت المشاريع “التعاقدية فقط”، مثل “التخزين فقط” و”الصيانة فقط”، و”التكنولوجيا فقط”، وما إلى ذلك، على نطاق واسع في العراق كوسيلة للتهرّب من رادار الولايات المتحدة.
وبينما لا يزال لواشنطن حضور كبير على الأرض في البلاد، فإن ظهور مجموعة كاملة من الأذونات الممنوحة لشركة “تشونغ مان” -بما في ذلك استكشاف الحقول الرئيسية وتطويرها- قد يمثّل نهاية نهج بكين الأكثر سريّة في العراق، حسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أن شركة “إكسون موبل” تسعى منذ نحو عامين إلى بيع حصتها البالغة 32.7%، في وقت وقّع فيه العراق على اتفاقية بيع حصة الشركة الأميركية في حقل غرب القرنة، الأمر الذي سيعود بفائدة كبيرة على صين وروسيا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ترامب: سأقر بالهزيمة إذا كانت الانتخابات عادلة
جنبلاط: مشروع ترحيل شيعة لبنان لا يزال قائماً
نتيجة الانتخابات الأمريكية تنسحب على التوازن العراقي-الإيراني