المسلة

المسلة الحدث كما حدث

أنها مدينة الشهيد

أنها مدينة الشهيد

27 يونيو، 2022

بغداد/المسلة:

غيث السوداني

مؤخرآ زرت احدى مناطق بغداد الشعبية، حيث لفت انتباهي صور الشهداء المُعلقة على جانبي الطريق، فسألت نفسي لماذا الكثير من الشهداء وقد لا ابالغ ان قلت اغلب الشهداء هم من المناطق الشعبية ؟.

للوهلة الأولى عندما ننظر الى حال المناطق الشعبية في العراق، نستقرأ عدة ظواهر هي:

1-الحالة الاقتصادية السيئية والتي تُعتبر من المتوسطة لما دون بشكل غالب، اضافة الى البُنى التحتية الشُبه مُنهارة في هذه المناطق.
2-الحالة الايمانية بالشريعة والطقوس الدينية.
3-الأيمان بالرمزية.
4-الجانب السياسي المُستغل لهذه المناطق.
5-الجانب العاطفي الثوري الدافع للتحرك.
6-الأحباط
7-الرغبة في تغيير الواقع.
8-الحاجة الأنسانية الفطرية العامة في اللاوعي للمكانة الأجتماعية.

ان طبيعة هذا الأنسان (ذي الدخل المحدود او ممن هو تحت خط الفقر) لا تدعوه الى التمسك بالدنيا بنفس القَدر الذي قد يحدث مع الأنسان من الطبقة البرجوازية صاحب التجارة والمال والذي يُريد الحفاظ عليها وتنميتها في الدنيا، حيث الأول رأى من مرارة الحياة الأمر الذي قد يدفعه او يكون عامل مساعد لأيمانه المُطلق بالذات الألهية، وبالعالم الغيبي، كونه عالم عَبرت عنه الديانات السماوية انه سينصر ذلك المظلوم المحروم في هذه الدنيا، وهذا دافع للشهادة.

أن الظرف الأقتصادي السيئ في وجهه العام في المناطق الشعبية يدفع الكثير من الأشخاص والنُخب الى حُب تغيير الواقع المرير الذي هم عليه، وهذا التغيير يكون مقرونآ بالروح الثورية العامة، وأن ظروف الحرب والصراع تتناغم مع الرغبة في التغيير، بأعتبار ان خلخلة الوضع العام سَيُنتج وضع جديد، وهنا يأتي الامل بأن يكون الوضع الجديد يتلائم مع متطلبات الحياة الكريمة والمُتجددة، لكن في الغالب يكون الوضع (مُحبط) لأنه يكون مقرونآ بطروف سياسية لا ترغب في التغيير في هذه المناطق لسبب أن في اوقات الأزمات والحروب تكون الدولة بحاجة الى التعبئة العامة، والغالب هنا هو استغلال (العاطفة الجياشة الدافعة للتحرك لدى تلك الجماهير في تلك المناطق)، لدفعها نحو التعبئة العامة بشعارات وطنية او ايديولوجية، من هذا نستنتج كيف ان السياسة تستغل تلك العاطفة الثورية الصادقة بحب الوطن، وتستهر بحقوق الأنسان.

اما الرمزية ودورها في تلك المناطق فيكون على عدة مستويات، اجتماعية، دينية، سياسية، عشائرية، ودور تلك الرمزيات في المجتمعات الشرقية يكمن في قدرتها على التحريك الجماهيري، والطاعة لتلك الرمزية تكمن في هذه المناطق الاي هي الاكثر استجابة، وهي الاكثر ايمانآ بدور هذه الرمزيات.

أن الجانب السايكولوجي بفطرته لكل أنسان يبحث ويطمح الى المنزلة الاجتماعية المرموقة، وما اعظم منزلة الشهيد وعائلته في المجتمع، نعم لا نستغرب من ذلك فقد يكون هذا العامل بعد وقوع حادثة الأستشهاد فاعلآ (بالاوعي)، وبما ان هذه المناطق مغمورة بشكل مُمنهج، هنا يبرز دور الشهادة كوسام فخر واعتزاز للعشيرة التي قد تتعاطى مع هذا الجانب، فالشهيد يُضحي من اجل وطنه وعقيدته، ويُخلد اسمه التاريخ.

بريد المسلة

About Post Author