المسلة

المسلة الحدث كما حدث

المليارات لتحسين الطاقة بلا جدوى والاطارات المشتعلة تكشف عمق الأزمة

المليارات لتحسين الطاقة بلا جدوى والاطارات المشتعلة تكشف عمق الأزمة

8 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: تجددت التظاهرات في محافظات جنوب العراق، 08/08/2022، احتجاجاً على انقطاع تام للتيار الكهربائي في وقت تسجّل البلاد درجات حرارة تفوق 50 درجة مئوية.

وانطلقت تظاهرات غاضبة اسفرت عن قطع عدة طرق في محافظة البصرة احتجاجاً على تردي الكهرباء، فيما قطع متظاهرون تقاطع الزيتون في الناصرية، بالإطارات المشتعلة.

وفي كل عام تتجدد الاحتجاجات في وسط وجنوب العراق للمطالبة بتوفير التيار الكهربائي للمنازل، إذ شهدت المحافظات الجنوبية إطفاء شبه تام بعد اندلاع حريق في المحطة الغازية في خور الزبير.

ويمثل ملف الكهرباء في العراق معضلةً استعصت على كل الحكومات المتعاقبة على الرغم من الموازنات الكبيرة التي خصصت وتجاوزات مئات المليارات من الدولارات.

ويقول خبراء، إن المبالغ التي صرفت على الكهرباء تكفي لتوليد كهرباء أكثر من ضعفي الكهرباء التي يولدها العراق حاليا وتصل إلى ضعف حاجته من الطاقة.

وسبق أن وعدت وزارة الكهرباء بتحسين الطاقة وزيادات ساعات التجهيز، خلال موسم الصيف، مؤكدة إدخال طاقات توليدية من 3.5 آلاف إلى 4.5 ميغاواط جديدة إلى المنظومة الوطنية، وخطوط نقل استراتيجية ناقلة بين المحافظات كانت في السابق معطلة.

لكن بعد اشهر من هذا التصريح، ومع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف تدهور تجهيز الكهرباء وانقطعت بشكل عن المواطنين، وكأن المشكلة لم تحل أبدا في العراق.

ويبقى الفساد يبقى هو السبب في عدم وجود حلّ لهذه المشكلة، خاصة أن العراق تحوّل لواحد من أكثر البلدان فساداً في العالم، بحسب ما يذكر مؤشر مدركات الفساد الذي يتبع منظمة الشفافية العالمية.

ويدرك المسؤولون جدياً خطورة ملف الكهرباء، لا سيما أن الاحتجاجات الشعبية قد اطاحت بـ اسلافهم، نتيجة قلة الخدمات الأساسية الموفَّرة للمواطنين.

ويعتبر انقطاع الكهرباء الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات بالمدن العراقية، في وقت سابق، منطلقة من البصرة، حيث قُتل فيها 14 شخصاً نتيجة اشتباكات مع قوات الأمن، فضلاً عن إصابة أكثر من 700 من أفراد الأمن والمتظاهرين.

ويعتمد العراقيون بشكل كبير على شراء كميات محدودة من الطاقة من أصحاب المولدات الأهلية المنتشرة في المناطق السكنية في البلاد.

وبدون الكهرباء الوطنية، كما تسمى في العراق، تصبح أجهزة التبريد بلا فائدة، حيث إنها تحتاج إلى كميات من الطاقة أكبر بكثير مما تستطيع المولدات تجهيزه، أو الناس شراءه.

وحتى المولدات، التي تكفي لتشغيل مبردات هواء تعمل بمبدأ تبخير المياه، لا توفر خدمة مستقرة حيث تتعطل بشكل مستمر، أو تنقطع الأسلاك التي تنقل الطاقة إلى المنازل أو تعطل أجهزة التحويل الأوتوماتيكي.

ويعني هذا أن العراقيين يواجهون درجات حرارة تصل إلى 45 و50 درجة مئوية يوميا في فصل الصيف، بدون أي مساعدة تكنولوجية.

اعداد محمد صلاح


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.