بغداد/المسلة: تُعَدُّ منطقة كرميان في العراق، بما تحويه من حقول نفطية وما تشكله من أهمية استراتيجية، بؤرة توتر سياسي متجدد بين القوى المحلية والإقليمية. تتداخل في هذه المنطقة المصالح الاقتصادية مع التحالفات السياسية، مما يؤدي إلى تعقيدات مستمرة في المشهد السياسي والأمني.
والتحركات الأخيرة لقوات “الحشد الشعبي” في منطقة كرميان، والتي تضم ثلاثة حقول نفطية، كشفت عن تداخل واضح بين الأجندات السياسية والأمنية في العراق. تأتي هذه التحركات في سياق التحالفات المعقدة بين الفصائل السياسية المختلفة، بما في ذلك الأحزاب الكردية والعربية، بالإضافة إلى تأثير القوى الإقليمية.
و يُعتبر حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” من اللاعبين الرئيسيين في منطقة كرميان، ويمتلك نفوذاً واسعاً في محافظة كركوك، والتي تعد من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان. يمتاز “الاتحاد الوطني” بعلاقاته القوية مع قوات “الحشد الشعبي”.
و تشير تقارير إلى وجود اتفاق ضمني بين الطرفين، مما يعكس تداخل المصالح الأمنية والسياسية بين القوى المختلفة، وتقول تحليلات ان الاتحاد الوطني ربما يستعين بقوات الحشد للسيطرة على المنطقة ومنع اي نفوذ لحزب بارزاني فيها.
ويتخذ “الحزب الديمقراطي الكردستاني” موقفاً حذراً تجاه تحركات “الحشد الشعبي”. ويمتلك هذا الحزب نفوذاً قوياً في أربيل ودهوك، ويعارض بشكل تقليدي توغل القوات العراقية غير الكردية في المناطق المتنازع عليها دون تنسيق مسبق.
وتلعب الموارد النفطية دوراً محورياً في الصراعات على النفوذ في العراق، ولا تعد منطقة كرميان استثناءً. و تقع حقول كولة جو النفطية في قلب هذه التوترات، حيث تتضارب المصالح بين الأطراف المختلفة:
ويبدو أن وجود قوات “الحشد” في منطقة كولة جو يرتبط بمحاولات لضمان سيطرة بغداد على الموارد النفطية في المناطق المتنازع عليها، أو على الأقل تأمين وجودها في مناطق استراتيجية.
وترى هذه الأحزاب في تحركات “الحشد الشعبي” تهديداً لنفوذها في المنطقة، خاصة أن الحقول النفطية تشكل مورداً اقتصادياً مهماً يساهم في تعزيز سلطتها.
ومن الواضح أن النفط والتحالفات السياسية يشكلان جزءاً لا يتجزأ من التوترات في منطقة كرميان. تعتمد الديناميات الحالية على مدى قدرة الأطراف المختلفة على الوصول إلى اتفاقات توازن بين المصالح الاقتصادية والأمنية. في ظل عدم وضوح الترتيبات الأمنية الحالية، والاختلاف في الروايات حول أهداف تحركات “الحشد الشعبي”، قد تستمر التوترات في التصاعد، مما يهدد الاستقرار في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر