المسلة

المسلة الحدث كما حدث

تحليل غربي: النخبة الشيعية أكبر الرابحين بعد سقوط صدّام.. وكانت ثمة فرصة لزعامة قوية

تحليل غربي: النخبة الشيعية أكبر الرابحين بعد سقوط صدّام.. وكانت ثمة فرصة لزعامة قوية

17 مارس، 2023

بغداد/المسلة:يعدّ الشيعة أبرز من حقق مكاسب من بعد سقوط نظام صدّام حسين منذ عشرين عاماً حتى اليوم، إذ تمكّنوا من الإمساك بالمشهد السياسي في البلاد وسط توازن سياسي هشّ ومتقلّب لكن لا ينهار أبداً.

في بلد متعدد الطوائف والاثنيات، تهيمن الطبقة السياسية الشيعية على الحياة العامة، بعد انهيار النظام القديم الذي أطاحت به واشنطن في عام 2003.

وتتجلى هذه الصورة في الفضاء العام سواء بصور الإمام الحسين المنتشرة في كل الشوارع، أو خلال إحياء المناسبات الدينية الكبرى التي كانت تجري بالسر قبل عام 2003، لكن يتم إحياؤها الآن بقوّة في العلن تعبيراً عن هذه الهوية الشيعية، كما في مناسبة عاشوراء والأربعين.

تقول الباحثة السياسية مرسين الشمري “هل الشيعة هم أكبر الرابحين من نظام ما بعد 2003؟ هم كذلك لناحية أنهم أكبر طوائف البلاد، وبالتالي التمثيل الأكبر في الحكومة”.

بعد سقوط صدام حسين، شرعت السلطات المؤقتة التي نصبتها واشنطن في بناء نظام سياسي جديد مع حلفائها، وإقامة توازن للسلطة قائم على المحاصصة وتوزيع المناصب بشكل رئيسي بين الشيعة والأكراد والسنة، مع نسب صغيرة لبعض الأقليات.

يرى فنر حداد الباحث المتخصص في شؤون العراق في جامعة كوبنهاغن “كان متوقعاً أن يكون المحاورون العراقيون الرئيسيون للولايات المتحدة في الموقع الأفضل للاستفادة من تغيير للنظام تقوده الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن “المعارضة في المنفى” ضد صدام حسين جمعت الحركات الشيعية والكردية بشكل رئيسي.

بعد عقدين من الزمن، لم تتغير تركيبة السلطة في بغداد كثيراً.

منذ العام 2003، هيمنت الأسماء نفسها على “البيت الشيعي” وهي التسمية التي أطلقها المراقبون على الطبقة السياسية التقليدية، من نوري المالكي وهادي العامري وعمار الحكيم، والقائمة تطول.

في كثير من الأحيان، كان بعضهم معارضون للنظام في المنفى، خلفيتهم من أحزاب محافظة وإسلامية، لجؤوا لفترة طويلة في إيران المجاورة أو أوروبا هرباً من القمع الدموي الذي مارسه صدام حسين.

تشرح مرسين الشمري الباحثة في مبادرة الشرق الأوسط في جامعة هارفارد الأميركية بأن هذه “النخبة السياسية تمكنت من ترسيخ نفسها”.

وفي حين أن هؤلاء السياسيين قد ضمنوا سلطتهم في الأصل قد ضمنوا سلطتهم في البداية عبر توليهم مقاعد نيابية أو وزارات أو رئاسة حكومة، لكن ها الشرط لم يعد اليوم ضرورياً.

تضيف الشمري أن “ما حدث في العشرين عاماً الماضية هو أنهم تحولوا من مسؤولين في الدولة إلى زعماء أحزاب، لا يزالون ممسكين بمقاليد السلطة حتى لو لم يكن لديهم من الناحية العملية منصباً رسمياً”.

دخل لاعبون جدد إلى المشهد، هم فصائل الحشد الشعبي،ولها تمثيل في الحكومة والبرلمان.

تتبع الطبقة السياسية الطريقة نفسها في العمل: على النخبة التي تتقاسم السلطة، الاتفاق فيما بينها، وسط مفاوضات شاقة وعقبات لا نهاية لها، بل وحتى مواجهات مسلحة.

ويضيف حداد أن “أساسيات النظام لم تتغير إلى حد كبير”، مشيراُ إلى أن “القواعد التي أرستها النخبة في 2003-2005 ما زالت تحكم الحياة السياسية” حتى الآن.

ومع ذلك ، فإن “البيت الشيعي” ليس بمنأى عن الخلاف.

واشتّد الخلاف في أعقاب الانتخابات التشريعية الأخيرة لعام 2021 بين القوى الشيعية وبلغت ذروتها في آب/أغسطس 2022 بيوم من القتال الدامي في قلب بغداد.

وفي ذات السياق، يقول الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان ابوزيد انه من الصعب وصف النظام السياسي في العراق بأنه نظام شيعي، رغم ان رئاسة الحكومة بايدي الشيعة، مشيرا الى ان الدستور الجديد في العراق عام 2005، يحدد الإسلام والديمقراطية والفدرالية، كأعمدة أساسية لادارة الدولة.

وقال انه كانت هناك فرصة لاقامة زعامة قوية بقبضة حديدية، مع الحفاظ على النظام الديمقراطي، في حقبة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، لكن الدول الاقليمية، فضلا عن عوامل داخلية، حالت دون ذلك، معتبرا ان الديمقراطية العراقية الان ضعيفة بلا أنياب، كي تردع المتجاوزين على الدستور والاستحقافات،

وعرابي الفساد.

فرانس بريس المسلة


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.